الكاتب: إبراهيم شبوح
لعله من الصعب توثيقا ومنهجا أن يلم باحث بقصة الطهي (أو الطبخ)، في مسيرة الحضارة الإسلامية، فالمساحة شاسعة، وعدد الناس غير متناه، وأذواقهم لا تحصر، وطبائع الأرض غير متناسقة، وعطاؤها غير مأمون أو غير منتظم، والخصب والإمحال غريمان متقابلان في مصادمة لا تنتهي، وجهد الإنسان في تنمية حياته يخضع لقوانين طبيعية واجتماعية، قد تجعل منه العامل الكادح المندفع، أو الطاقة الخاملة الموات. ويتكرر هذا المشهد مع حركة الزمن المتتابعة، وفي أثنائه تفزع حروبه السلم الوداع، ولا تتيح هزاته أن يوجد معنى للاستقرار، وهكذا على قاعدة العود الأبدي، وفي الحالتين المتضادتين: الضيق والرخاء، يبحث الإنسان عن قوته ليتسمر نوعه، ويتحول به من البسيط إلى المركب، بحسب ما تسعفه ظروفه.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى