دراسة في تنبؤات نوستردامس

دراسة في تنبؤات نوستردامس

الكاتب: د. شرف الدين الاعرجي

"تنبؤات نوستراداموس" كتاب يبرز إلى الواجهة بين الفينة والأخرى. فبعد كل حدث كبير يحدث في مكان ما من هذا العالم الكبير، يجد البعض أن هذا الكتاب قد أشار إليه، وقد سلطت عليه الأضواء بشدّة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول حيث تناقلت وكالات الأنباء والصحف العالمية أن (نوستراداموس) قد أشار إليها وتوقع حصولها في هذا الزمان والمكان. أما تنبؤاته فقد وضعها في عشرة فصول، وسمّى كل فصل منها قرناً، فهي تتكون من عشرة قرون، ولا علاقة لهذه القرون بالقرون المعهودة، وإنما سمى كل فصل قرناً لأنه يتكون من مائة قطعة (باستثناء الفصل السابع الذي احتوى على 42 قطعة ولم يتممها مائة لسبب ما) وقد وضع هذه القطع على هيئة رباعيات منظومة شعراً، فكل قطعة هي رباعية شعرية استعمل فيها لغة خاصة وفريدة من نوعها، إذ هي خليط من اللاتينية والإغريقية والبروفانسية (مقاطعة فرنسية) والفرنسية والإيطالية والإسبانية، وهناك من يقول بأن لغته هذه هي اللغة الفرنسية القديمة القريبة من أصولها اللاتينية. وإلى جانب الرباعيات المنظومة شعراً؛ فقد احتوى كتاب القرون على بعض المنشورات والسداسيات الشعرية المتفرقة إضافة إلى رسالتين؛ الأولى موجهة من نوستراداموس إلى ابنه (قيصر) والثانية موجهة منه إلى الملك هنري ثاني ملوك فرنسا. أما تنبؤات نوستراداموس فقد عرفتها أوروبا منذ يوم صدورها وإلى يومنا هذا، ولم يتوقف الكتاب عن الصدور والنشر منذ تلك الأيام البعيدة. وأما عن كيفية توصل نوستراداموس إلى نبوءاته فهو يقول بأن ذلك إنما هو نور إلهي نوّر بصيرته وثانياً هي موهبة ولطف إلهي وثالثاً هي مطالعة ورصد للنجوم ولحركتها، وحساب ذلك واستلهامه. كما أنه يشير من طرف خفي إلى جانب رابع وهو استعمال وممارسة السحر والعلوم الخفية. والتي برع بها وطورها الحكماء الأقدمون في مصر وبابل واليونان، فقد بات من المؤكد أن نوستراداموس قد استعان بهذه الكتب وذلك بعد أن أخبر ابنه في رسالته إليه بأنه قد أحرق عدداً من الكتب الخاصة به. وبالعودة إلى الكتاب الذي نقلب صفحاته, والذي ضم تنبؤات نوستراداموس وشروح عليها، فقد كان العمل فيه انتقائياً حيث اختير من بين الرباعيات التي وردت في كتاب القرون لنوستراداموس، والتي بلغ عددها 942 رباعية، عدداً محدوداً تكاد أن تكون نماذج في بابها. وقد ابتدأ المؤلف الكتاب بإيراد نبوءات لنوستراداموس مما تم تحققه وشهد العالم حصوله وذلك لكي يستكشف القارئ مقدار مصداقية الرجل في رؤاه للمستقبل، ليعرض بعد ذلك نبوءاته التي خصها بمستقبل هذا القرن العشرين وما جرى مجراها مما يحتمل المستقبلية، ليورد من ثم ما يحتاجه شرح النصوص من فذلكة تاريخية هي ضرورية لفهم الموضوع الذي تتعرض له الرباعية، أو هي ضرورية لتضع القارئ في الجو المناسب، مع توضيح لأسماء بعض المدن وخصوصاً ذات التاريخ منها.



لا تنسى تحميل تطبيقاتنا

  • - تحميل الكتب إلي هاتفك وقرائتها دون الحاجة إلي الإنترنت
  • - تصفح وقراءة الكتب والروايات أون لاين
  • - متعة الإحساس بقراءة الكتب الورقية
  • - التطبيق مقدم مجاني من مكتبة الكتب

اقرأ أيضا