الكاتب: علي علي أحمد شعبان

على درب أجدادنا العرب الأقدمين في صناعة المعاجم، كان حلما لكل دارس للغة السواحلية أن يجد بين يديه معجما يميط اللثام عما غاب عنه من معان ودلالات، ويساعده على تعلم هذه اللغة التي يتكلم بها ما لا يقل عن ثمانين مليونا من البشر في شرقي إفريقيا، في تنزانيا، وكينيا، وأوغندا، ورواندا، وبوروندى، والكونغو وغيرها من دول شرق إفريقيا ووسطها، ولعله من نافلة القول أن نؤكد أن هذه اللغة كتبت أول ما كتبت بالحرف العربي، وظلت تكتب به قرونا طويلة حتى أواخر القرن التاسع عشر؛ حيث جلب معه الاستعمار الأوروبي الذي جثم على قلب هذه المنطقة وسائل الطباعة الحديثة، وانكبوا على دراسة هذه اللغة أصواتا وتراكيب، وأنشأوا لها مجمعا لغويا، وحولوا كتابتها إلى الحرف الروماني الذي تكتب به كل اللغات الأوروبية الآن.