الكاتب: جودت السعد

الباحث الفلسطيني "جودت السعد"، في كتابه "أوهام التاريخ اليهودي"، فند أسطورة عصر العبودية، وقصة الخروج من مصر والتيه، مبيّنا أن محرري التوراة بعد أن ابتكروا أصولا تاريخية لِ"بني إسرائيل"، ادعوا أنهم عاشوا في مصر أربعة قرون متتالية، حافظوا خلالها على هويتهم المميزة، حتى جاء المخلّص "موسى" وفر بهم من مصر إلى سيناء، حسب قصة الخروج والتيه... وأكد "السعد" أن الشواهد والبيانات الأركيولوجية تنفي هذه الرواية في معظم أجزائها، وأنه لا يوجد خارج النص التوراتي أي شاهد تاريخي يمكن أن يدعمها؛ فجميع المصادر المصرية لا تذكر شيئا عن وجود إسرائيليين في مصر طوال الفترة ما بين دخول أبناء يعقوب وميلاد النبي موسى. ومن ناحية ثانية، فإن عائلة يعقوب التي أتت من فلسطين اندمجت في المجتمع المصري، والتوراة تتجاهل الحديث عن هذه الفترة. هذا الكتاب هو من أكثر مؤلفات الكاتب رواجًا وانتشارًا، لما فيه من النفع العظيم حيث أنه سلك في هذا الكتاب طريقًا لم يسلك من قبل في التدليل على خطأ الأوهام اليهودية التاريخية. الكتاب بمثابة بحث عن الحقيقة بأسلوب علمي يعتمد علم الآثار مرجعًا وحيدًا وبمنهج نقدي موضوعي بعيدًا عن المؤثرات الإيمانية والميتافيزيقية. ويبدأ الفصل الأول بالحديث عن الموجات البشرية والهجرات، وهنا يحدثنا عن الأكديين والعموريين، والآراميين، والعبرانيين، والعكسوس، والفصل الثاني يتناول العبيرو ورسائل العمرانية، والوضع السياسي في فلسطين والشام، والفصل الثالث يشتمل على دلائل الوجود الفرعوني في فلسطين مجسدًا بالآثار وملخص تاريخ الأسرات التي حكمت مصر، والخروج الموسوي. والفصل الرابع يتناول حضارة وادي الرافدين وتأثيراتهما على بلاد الشام، ومظاهر الإحتكاك الحضاري، والفصل الخامس يتناول التقنيات الآثارية في فلسطين، والفصل السادس عن الآثار ذات الطابع اليهودي، والفصل السابع يتناول الديانة اليهودية وأسطورة الخلق والإيمان بالآلهة والأنبياء، والكهنة، والهيكل، ويوسم السبت وغير ذلك من المعتقدات، والفصل الثامن من الكتاب عن اللغة العبرية وتطورها، والفصل التاسع عن اليهود المعاصرين، وأصلهم ووحودهم، والجنس والقومية واليهودية.