الكاتب: جان كمبي

عندما صدر الجزء الأول من "دليل إلى قراءة تاريخ الكنيسة" لم يذكر فيه (الحديث عن مسيرة الكنائس الكاثوليكية في الشرق)، وذلك لأن مؤلِّف الكتاب فرنسي الأصل (جان كمبي)، لذلك أوّل ما اهتمّ به الكاتب هو تاريخ الكنيسة في الغرب. لذلك رأت لجنة "تعريب الكتاب" ضرورة إضافة تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في الشرق، وكان الدافع لذلك سببين هما: أوّلاً ليكوّن الكتاب بجزئيه، الأول والثاني، فيه رؤية متكاملة لمسيرة الكنيسة الجامعة شرقاً وغرباً. وثانياً: لأن للكنائس في الشرق العربي دعوة خاصَّة بها. فقد شاءت العناية الإلهية أن تحمل هذه الكنائس رسالة الإيمان بسرّ التجسدّ والفداء والقيامة في مناخ إسلامي، فتظلّ شاهدة على الإيمان في بقعة من العالم انطلقت منها الأديان وكأنها منطقة تتسربل بأسرار الروح، عطّرتها حياة نسكية عاشها آباء لنا وشهداء. ولم تزل هذه الكنائس في الشرق العربي، بالرغم من ضآلة حجمها في وطنها الإسلامي، تؤدّي رسالتها الهامّة وكأنّها الاتّصال الدائم في مسيرة الإيمان خلال القرون العابرة. ومن المعروف أنّ عدد الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة ثمانية: وهم (كنيسة الأرمن، وكنيسة الروم الملكيّين، وكنيسة السريان، وكنيسة الأقباط، والكنيسة الكلدانيّة السريانيّة الشرقيّة، والكنيسة اللاتينيّة، والكنيسة المارونيّة، وكنيسة أثيوبيا الكاثوليكيّة). إنّ هذا الكتاب عبارة عن ثمانية كتب مجموعة في كتابٍ واحد، قدّم كلّ كنيسة ممثّلاً عنها، فجاء هذا العمل مرآةً لعمل الرّوح الجامع والموحِّد.