فن الحرب عند الصليبيين في القرن الثانى عشر

فن الحرب عند الصليبيين في القرن الثانى عشر

الكاتب: ر . سي . سميل

شغلت الحروب الصليبية ــ ولا تزال ــ حيزاً كبيراً من اهتمام المؤرخين والباحثين على مدى قرون عدة. وثمة مصادر كثيرة عربية وأجنبية تناولت أحداث هذه الحروب ونتائجها بالتفصيل، ومعظمها منشور في متناول القارئ منذ قرن أو أكثر من الزمان، إلا أن القليل والنادر منها مااختص ببحث ناحية معينة في تلك الحقبة ولاسيما القضايا الاقتصادية والمالية أو الحياة الاجتماعية أو العلاقات الاقطاعية أو غيرها، وكان نصيب فن الحرب والأساليب الحربية التي طبقت فيها، ووسائط الصراع التي استخدمت خلالها أكثر حظاً من سابقاتها، بيد أن معظم الدارسين لها حصر اهتمامه بإيراد أحداث تلك الحروب مسلسلة كما دارت في ميادين القتال دون النظر إلى الروابط الوثيقة التي ربطت تلك الأحداث بأسبابها ونتائجها وبالمجتمعات التي خاضت غمارها وعاشت في جحيمها والعوامل التي أثرت فيها أو تأثرت بها، مع مالهذا من أهمية بالغة في ادراك تسلسل الحوادث وماتمخضت عنه من نتائج حتمية ذات علاقة جدلية بعضها ببعض إلى جانب استلهام العبر والإفادة من الدروس التي قدمتها، لاسيما أن تلك الحروب تركت بصماتها العميقة على جميع أوجه الحياة في الشرق والغرب معاً، وكان لها فضل كبير على الغرب بشكل خاص فأضاءت له السبيل لبلوغ نهضته وتحقيق منجزاته. إن المكانة التي يشغلها فن الحرب في اهتمامات المجتمعات العصرية لاتحتاج إلى برهان، لأهميته في إعداد القوات المسلحة للدولة وتحديد أطر الاستراتيجية العامة وفن العمليات والتكتيك. ولابد لكل من يهتم بدراسة فن الحرب أن يحيط بقدر من تاريخه يستعين به في اجراء موازنة تبين له الطريق نحو الأفضل. ولعل دراسة فن الحرب أيام الحروب الصليبية تحمل من الفوائد لنا ــ نحن العرب ــ أكثر من أية دراسة تاريخية أخرى متخصصة في هذا المجال. فالأهداف الاستراتيجية والتكتيكية التي سعى إليها كل طرف من الأطراف المتحاربة تكاد تكون هي ذاتها التى يسعى إلى تحقيقها شعبنا العربي ضد العداون الصهيوني الغاشم والقوى الاستعمارية التي تقف وراءة. ويكاد مسرح الأحداث عندنا ينطبق تماماً على مسرح تلك الحروب.أما مصادر القوة ووسائط الصراع التي يستخدمها العدو ضدنا فلاتزال تستقى من منهل واحد، ولكنه أكثر ثراء وأشد ضرواةً من سابقة. إن دراسة هذه الحقبة من تاريخ فن الحرب والنتائج التي نجمت عنها من الناحية العسكرية الحربية تتطلب الكثير من الوقت. كما أن تقصي الأحداث الحربية وخصائص الأساليب التكتيكية وخطط العمليات من بطون الكتب التاريخية، واجراء الموازنة بينها وبين مثيلاتها المطبقة في عصرنا، واستنباط الدروس المفيدة منها، كل ذلك يحتاج إلى مجهود مشترك وعمل جماعي متنام وفق منهج واحد. ولعل اختيار هذا الكتاب يكون متفقاً مع الغاية المرجوة، فهو دراسة منهجية علمية لفن الحرب عند الصليبيين في الفترة الأول من الحروب الصليبية، وهي فترة محددة بالقرن الثاني عشر الميلادي، وتبدأ في العام 1097م أي عند مسيرة الحملة الصلييبة الأولى إلى بلاد الشام، وتنتهي في العام 1193م بانتهاء الحملة الصليبية الثالثة وسقوط عكا للمرة الثانية في يد الصليبين ووفاة السلطان صلاح الدين الأيوبي. قام مترجم الكتاب بتوخي الموضوعية التامة والأمانة المطلقة في الترجمة ونقل النص من الانكليزية إلى العربية، مستعيناً بعدد من المصادر العربية أو المنقولة إلى اللغة العربية لتحقيق بعض التواريخ والأحداث والأسماء، مع التعليق على أقوال الكاتب وآرائة في ذيل الكتاب.



لا تنسى تحميل تطبيقاتنا

  • - تحميل الكتب إلي هاتفك وقرائتها دون الحاجة إلي الإنترنت
  • - تصفح وقراءة الكتب والروايات أون لاين
  • - متعة الإحساس بقراءة الكتب الورقية
  • - التطبيق مقدم مجاني من مكتبة الكتب

اقرأ أيضا