ألواح ودسرفي هذه الرواية الاستثنائية ، يتحدث أحمد خيري العُمَري – فيما يبدو للوهلة الأولى – عن قصة نبي الله نوح عليه السلام، لكنها كما يقول المؤلف تحكي قصة العالم كلّه ..
قد يكون عالمنا الحقيقي بعد أن نزيل عنه أقنعته ونزيح عنه أصباغه. عالم تسقط فيه الجدران الوهمية بين الزمان والمكان، فإذا بالماضي يصير بصيغة الحاضر، والحاضر يتلبّس صيغة المستقبل
الرواية تعطي قارئها رؤية “من أعلى” على هذا العالم بكل ما فيه، وكيف أننا نسير – كما سار قوم نوح – نحو الطوفان، ستجد الأمراض الاجتماعية المنتشرة، ستجد الانبهار بـالحضارة الغربية – مدينة الرجل الأبيض كما في الرواية – ، ستجد الانغماس في الماديات وكيف يؤدي بالمجتمع إلى الغرق ..
هذه الرواية بمثابة ” صعقة كهربائية ” تصيب عقلك وتجعله يعيد التفكير مرة أخرى ..
الله لايقول لنا أبداً إن هذا العالم مكان جيد.. لكن اسألني أنت سؤالاً.. قل لي: لِم لم يجعله هو أفضل؟! لأنه جعل هذا هو امتحاننا، جعل إصلاح العالم الاختبار الذي علينا أن نجتازه.. الله لايزيف لنا الواقع كي يجعلنا نرضى به.. بل إنه يجعل إعادة بنائه هي المهمة التي كلفنا بها
مزرعة الحيوان
كتب جورج أورويول هذه الرواية سنة 1945، ويتحدث فيها عن سرقة الثورات من خلال مزرعة السيد جونز الذي تطرده حيوانات المزرعة بعد ثورة قادها “الخنازير”، تمضي أحداث الرواية لتكشف كيف انقلبت “الخنازير” على مبادئ الثورة التي قامت بها حيوانات المزرعة.
هذه الرواية – رغم أنها كُتِبت مع نهاية الحرب العالمية الثانية – إلا أنها صالحة لكل زمان، حيث يكرر طغاة البشر أخطاء السابقين، حيث هو التاريخ يعيد نفسه.
هذه الرواية بمثابة النظارة التي تكشف لك حقيقة الواقع من حولك، ستفهم إذا قرأت الرواية .. رواية قصيرة – لاتتجاوز صفحاتها 140 صفحة – ، أراها تستحق القراءة.
الجريمة والعقاب
أظن أن الكثيرين قد قرؤوا أو على الأقل سمعوا بهذه الرواية، هي ليست رواية مثيرة لكنها إنسانية عميقة جدّاً، حيث أنها ” تُعرّي ” النفس الإنسانية وتكشفها بكل قبائحها.
في هذه الرواية، تصوير لما يعتمل في نفس المجرم وهو يخطط لجريمته، وتصوير للصراع النفسي بعد ذلك بين التبرير والاعتراف بالذنب.
هذه الرواية – كما هي روايات ديستوفيسكي – بمثابة منظار موجّه إلى الداخل، إلى النفس البشرية بكل مافيها من قبائح ومحاسن ..
دوستويفسكي هو الوحيد الذي أفادني في علم النفس، كان اكتشافي له يفوق أهمية اكتشاف ستاندال فريريدك نتشيه
الدجاجة التى حلمت بالطيران
رواية من الأدب الكوري، تتحدّث عن الدجاجة ” إبساك ” والتي لم تقنع بالجلوس ووضع البيض فقط، بل تريد أن تخرج من الحظيرة إلى البرية
لتظفر بحريّتها ..
تعترضها خلال ذلك الكثير من المواقف والأحداث.
الرواية تحاول أن توصل لك شيئاً:
قد تعيش حياتك مقيّداً، إما باعتقاد سلبي عن نفسك، أو بحالة خوف من شيء ما، قد تعتقد أن بقاءك حيث أنت هو الأسلم، لكـن هناك ما يستحق المغامرة من أجله، في الحياة مايستحق الحياة..
تقع في 190 صفحة، من الممكن قراءتها في جلسة واحدة .
شرق المتوسط
هذه الرواية مختلفة قليلاً عما هو معتاد في أدب السجون، حيث لا ذكر للتعذيب والشتائم ..كما هو معتاد في مذكرات وروايات أدب السجون
الفرق هنا أن الكاتب يتطرق لمرحلة “مابعد السجن” وكيف يواجه السجين السياسي حياته من جديد.
وهذه المرحلة هي مرحلة “صراع نفسي” يسطّره الكاتب على الورق. هذه الرواية من أوائل ماكتب عبدالرحمن المنيّف، وقد كتب بعدها بخمسة عشر عاماً شرق المتوسط مرة أخرى ، وكأنه يقول أن مرور الزمن في هذا المكان من العالم ليس له تأثير على العلاقة بين السلطة والمواطنين.
لماذا لا يقرأ الجلادون والحكّام التاريخ؟
لو قرؤوا جزءاً من الأشياء التي يجب أن يقرؤوها، لوفّروا على أنفسهم وعلى الآخرين الشيء الكثير. ولكن يبدو أن كل شعب يجب أن يدفع ثمن حريته، والحرية دائماً غالية الثمن.