الكاتب: احسان عبد القدوس

هذه القصة عن عائلة الحاج عبدالغفور البُرعي، وهو الرجل الأمي الذي صنع ثروة بذكائه وجهده، ومن خلال أحداث القصة فـ صديق عبدالوهاب البُرعي الذي يتزوج فتاة أمريكية، جاءت إلى مصر وأسلمت حديثاً، هذه البداية التي تجعلنا نظن أن الرواية ستتناول موضوع الشرق والغرب والتدين، تكشف عن أن موضوعها الأساسي هو الثروة، وتأثيراتها على عائلة البُرعي، و فشل الأبناء وتعثر حيواتهم وزواجهم بسبب الثروة التي جمعها الحاج البُرعي و رفض مشاركتها أبناءه ليعلمهم قيمة العمل وبناء أنفسهم بأنفسهم، يظهر لنا أبناء البُرعي كمجموعة تعيش عالة على الأب، فيما يحيط بهم ذئاب تحاول اقتناص الثروة، حتى يكشف لنا أخيراً أذكى هذه الذئاب وأصبرها على الصيد. تدور أحداث القصة في جوّ مصري صميم تجري أحداث هذه الرواية، لـ إحسان عبد القدوس بريشته الماهرة يصوّر واقعاً معاشاً يعكس مدى الصراع الذي تتناوب أزماته على عائلة عبد الغفور البُرعي الذي كان له حظ كبير في جمع ثروة كانت السبب في أزمات إبنه الوحيد عبد الوهاب و من ثم بناته الأربع, تتابع الأحداث لتكشف عن هذه العُقدة التي استحكمت بالأبناء وكشفت عن محاولات الإبن في أن يكون هو عبد الوهاب لا ظلّ أبيه، بعبارة أخرى أن ينظر إليه شخصياً لا من خلال ثروة أبيه وشخصية أبيه؛ في كومة هذا الصراع يخسر عبد الوهاب الكثير، وعقد عبد الغفور البرعي كذلك تمتد إلى البنات الأربع اللواتي كان حظهن في الزواج، ممهوراً بثراء أبيهم، لذا كُتب لبعضه الفشل المُنتهي بالطلاق، ولبعضه الآخر الفشل الضمني، ولكن نظيرة الإبنة الصغرى التي كانت على جانب من الوعي والثقافة والنضج حاولت أن تضع زواجها من حسين في إطاره الصحيح، وبأسلوبه الشيق تمضي القصة ليكشف إحسان عبد القدوس من خلالها عن هذا الخلل الإجتماعي الذي بالإمكان تداركه بالوعي والنضج.