الكاتب: د. أسامة عبد الخالق الأنصاري

اتصفت البيئة المصرفية خلال التسعينيات بالتغير المستمر السريع والاستجابة المستمرة لظروف وعوامل السوق، ويبدو هذا واضحا من ظهور خدمات مصرفية جديدة ومتطورة تلبي احتياجات العملاء، وفي نفس الوقت تتفق مع التغيرات في الأسواق العالمية بصفة عامة، ومع التغيرات في ثورة التكنولوجيا بصفة خاصة، حيث ساهمت أدوات التقنية الحديثة في إحداث تطور مذهل في أسلوب الخدمات المصرفية، حيث أصبح الصراف الآلي وبطاقة الائتمان من الخدمات المالية العالمية التي تسهل عملية الانتقال المادي للأموال بين دول العالم بسهولة ويسر. واستهدفت التقنية المصرفية الحديثة تغيير المعاملات المصرفية الورقية إلى معاملات مصرفية إلكترونية؛ لتقليل الاعتماد على المستندات الورقية (مثل الشيك/ النقود/ التحويلات)، وزيادة الاعتماد على التحويلات الإلكترونية السريعة بين البنوك سواء على المستوى المحلي أو علي المستوى العالمي، واستتبع ذلك أيضا دخول البنوك العالمية في شبكات اتصالات خاصة مثل SWIFT وذلك لتوحيد لغة التخاطب والاتصال المصرفي على مستوى العالم. لعبت المنافسة أيضا دورا هاما في تطوير العمليات المصرفية حيث اقتنعت البنوك بأهمية الاعتماد على التسويق المصرفي، ودراية احتياجات العملاء، ومستوى رضاهم عن جودة الخدمة المصرفية التي تقدمها هذه البنوك، الأمر الذي أدى إلى تغيير أسلوب تقديم وتوزيع وتسعير ونقل الخدمات المصرفية إلى الجمهور. وعلى المستوى العالمي تهتم البنوك بدراسة مخاطر أسعار الفائدة والتنبؤ بها، وكذلك بتطوير أنظمة حديثة للتأمين على الودائع بهدف حماية المودعين من أخطار الفشل المالي. وكذلك اهتمت المصارف المركزية بالاتجاه نحو تحرير البنوك من القيود والإجراءات الخاصة بالممارسات العملية اليومية، وإعطائها دورا في تحديد أسعار الفائدة وأسعار الخدمات المصرفية، بالإضافة إلى زيادة الحرية في الممارسات المصرفية. وتدخلت بعض الدول الأوربية والأمريكية واليابان لتطوير القواعد والإجراءات الخاصة بإدارة وقياس ملاءمة رأس المال، الأمر الذي نتج عنه اتفاقية بازل التي تحكم معاملات البنوك مع تلك الدول، وتصنف الدول الأخرى حسب درجة الخطر الخاصة بكل دولة. سيتناول الكاتب في هذه الطبعة المفاهيم الأساسية لإدارة البنوك التجارية وأدوات التقنية المصرفية الحديثة، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على أساسيات البنوك الإسلامية؛ حتى يتوفر للقارئ معرفة عامة عن نواحي الاتفاق والاختلاف بين هذه البنوك.