لُقّب بتاجر الموت، ,وتسبّب بإنشاء 90 مصنع للأسلحة، وخلّد التاريخ اسمه كمخترع أحد أخطر أنواع المُتفجّرات التي عرفتها البشرية، وكمؤسس إحدى أهم الجوائز الدولية التي تُمنح سنوياً، إلى جانب حصوله على 355 براءة اختراع لإنجازاته المختلفة. وُلِدَ المهندس والكيميائي السويدي ألفرد نوبل لأسرة فقيرة حيثُ كان يعمل أباه كصانع آلات ومتفجّرات، وبعد تحسّن وضع العائلة المادّي نسبياً تم إرسال ألفرد لدراسة الكيمياء الذي برع فيها كثيراً، حيثُ أبدى مخترع الديناميت مهارات وأفكار مُذهلة.
عمل نوبل لعدّة سنوات على تطوير مادة النتروغليسرين المُتفجّرة التي كانت شائعة الإستعمال في تلك الفترة، ويُذكر أن شقيق ألفرد توفّيَ مع خمسة أشخاص آخرين عند انفجار سقيفة كانت يتم فيها تصنيع مادة النتروغليسرين في مصنعهم، فبعد العمل الدؤوب توصّل ألفرد إلى اختراع مادة الديناميت الأكثر أماناً عام 1867 حتى أصبحت أكثر المواد المُستخدمة في مجال الأسلحة وبعض المجالات الأخرى آنذاك، كما عمل مخترع الديناميت لاحقاً على تطوير هذا الاختراع وغيرها من المساحيق المُتفجرة.
جنى نوبل من التجارات التي أنشأها ثروة طائلة حتى أصبح أحد أغنى شخصيات العالم، وبما أنّهُ بقي أعزباً ولم يُنجب فقد كانت عائلته على موعد مع ثروة هائلة، إلّا أن مخترع الديناميت ضرب آمالهم بعرض الحائط عندما وهب معظم ثروته لتأسيس الجائزة المرموقة العالمية التي حملت اسمه، فمن المفارقات أن نوبل كان شخصاً مناهضاً للحرب وداعياً للسلمية، ولم يُعجبه أن يرتبط اسمه بلقب تاجر الموت، لذا قرر أن يُخصص جزءاً كبيراً من ثروته يُعادل 250 مليون دولار أميركي لتأسيس جائزة نوبل لتكريم الإنجازات المهمّة سنوياً.
توفّى مخترع الديناميت عام 1896 جرّاء نزيف دماغي ليتم بعد 5 سنوات تسليم أوّل جائزة نوبل في مجالات الفيزياء والكيمياء والرياضيات والأدب والسلام والطب، وقام البنك المركزي السويدي لاحقاً بتأسيس جائزة بالعلوم الإقتصادية، وعلى الرغم من أن الجائزة أثارت وماتزال الكثير من الجدل والتساؤل حول مصداقيتها وحياديتها، إلّا أنها تبقى بلا شك إحدى أهم الجوائز المُتاحة اليوم وأكثرها شهرةً.