الكاتب: أسد رستم
يَقْتَضِي الِإنْصَافُ أنْ نُقَدِّرَ الفَضْلَ العَظِيمَ لِلحَضارةِ الرُّومانِيةِ الغَرْبِيةِ وما قَدَّمَتْهُ في كافَّةِ المَجالاتِ لِمَسِيرةِ التَّحَضُّرِ الإنْسَانيِّ منذُ نَشْأَتِها، قَبْلَ مِيلادِ المَسِيحِ بِقُرُونٍ حتَّى عَهْدِها الحَالِي. صَحِيحٌ أنَّها (كَغَيْرِها مِنَ الحَضَارَاتِ) تَعَاقَبَتْ عَلَيْها حِقَبٌ مِنَ ازْدِهَارٍ واضْمِحْلَال، إِلَّا أَنَّها أَثَّرَتْ طُوَالَ الوَقْتِ في الأُمَمِ مِن حَوْلِها سَلْبًا أو إيجابًا؛ لذلكَ فإننا لا نُبالِغُ إنْ قلنا: إنَّ جُزْءًا مِن فَهْمِنا لأُمَّتِنا العَرَبِيةِ، جارَتِها اللَّدُودِ حِينًا وصَدِيقَتِها الاسْتِرَاتِيجِيةِ حِينًا آخَر، يَعْتَمِدُ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ على فَهْمِنا لِلحَضَارةِ الرُّومانِيةِ (أوِ «الرُّومِ» كما أَسْمَاهُمُ العَرَبُ) وَتَارِيخِها بِكُلِّ زَخَمِهِ السِّياسِيِّ والثَّقَافِيِّ والعِلْمِي، وَما كانَ مِن صِرَاعاتٍ دَاخِلِيةٍ وثَوَرَاتٍ وعَمَلِيَّاتِ تَجْدِيدٍ فِكْرِيٍّ واجْتِماعِيٍّ وَدِينِيٍّ كُبْرَى، وكذلكَ بما كانَ بَيْنَها وبَيْنَ العَرَبِ مِن علاقاتٍ سِيَاسِيةٍ وحُرُوبٍ رَسَمَتْ خَرِيطةَ الدُّنْيا بِأَسْرِها في بعضِ الفَتَرَات.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى