أحببتك أكثر مما ينبغي

أحببتك أكثر مما ينبغي للكاتبة  لأثير عبد الله النشمي

رواية متعبة بما تحمله من مشاعر حب طاغية، و أسلوب الكاتبة السردي الذي يجعل القارئ يغرق في القراءة وينهم من الحروف مالا يشبع منه أبدًا، تتسلل الكلمات إلى داخله كماء يتدفق عبر حنجرة رجل ظمآن في يوم شديد الحرارة.

رغم ذلك لا يمكن اعتبار النص عميقًا إلى درجة يجعلك تتوقف مخافة أن تغرق بداخله، القصة التي احتوتها الرواية تفتقر إلى أحداث متقنة الصنع تحمس خيال القارئ وتلعب بتوقعاته، و لكن الحبكة هي التي تصنع النص، قد يوحي عنوان الرواية “أحببتك أكثر مما ينبغي” أن جمانة الشخصية البطلة والراوي في نفس الوقت أحبت عزيز حبًا زيادة عن اللزوم، أو أنها أحبته كما لم تحب أي امرأة أخرى رجلا من قبل، غير أن هذا ليس بصحيح، فالحب واحد و إن تعددت أشكاله وكثرت أوصافه، أما الذي جاء زيادة عن اللزوم فهو مخلفات ذلك الحب وليس الحب نفسه، جمانة أحبت عزيزًا حبًا طاهرًا و نقيًا، لكنه كان تحول في مرحلة لاحقة إلى هوس بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وكانت على غير شخصية بعض من يحبون تمامًا، أحبت بطغيان جارف شأنها في ذلك شأن عزيز، هوس أدخل الإثنين في متاهة تقلبات نفسية شتى أتت ما بين المهانة والشعور بعدم الرضى الداخلي والسخط والإحساس بتأنيب الضمير، وغيرها الكثير من مشاعر خلقها “حب” بين طرفين اثنين.

نعترف أن أثير استطاعت أن تخلق شخصيتين معقدتين قد نظن في لحظة ما أنهما أبسط مما قد تكونان عليه، لكن أثير وإن كانت أعطت لبطلتها فسحة الحديث عن نفسها تصل حد الثرثرة بعض الأحيان إلا أنها زرعت في بعض مواطن حديثها تحليل لشخصيتها هي (أي شخصية البطلة) وشخصية عزيز، هذا لا يعني أنها أفلحت في تحليل الشخصيتين بل تركت الباب مفتوحا للقارئ ليحلل كما يشاء.

نهاية القصة ستفاجأك ولم تفاجأك، تفاجأك لأنك ستنتظر أن تكون حزينة بشكل ما، ولم تفعل لأنها النهاية المتوقعة، حب بهذا الصخب والغموض لا تصلح له سوى نهاية معلقة كما وصفتها جمان بقولها لعزيز (تركتني معلقة بين الأرض و السماء)، عملت أثير بذكاء على أن تترك حب البطلين معلقًا من دون أن يتخلصا من تبعاته وآثاره.

الرواية متبوعة بجزء ثان لها بعنوان “فلتغفري”، وفيها يكون الرواي هو عزيز نفسه، حيث تنقلنا أثير إلى الطرف الآخر من العلاقة وتظهر لنا واقع الحال من منظوره الشخصي.

اقتباسات من الرواية:

في عرفنا الشرقي.. دائمًا ما يرتبط الإنفصال بمأساة، لا نجيد الإنفصال برقي.. لا ننفصل بسلام.

السعادة ماهي إلا فاصل زمني يفصل الحزن عن الحزن الآخر.

عن أثير عبد الله النشمي:

كاتبة سعودية شابة من مواليد العام 1984 بالرياض بالسعودية، أنتجت عملين روائيين، أحببتك أكثر مما ينبغي (2009)، في ديسمبر تنتهي كل الأحلام (2011)..

 

تحميل رواية أحببتك أكثر مما ينبغي pdf

جميع أعمال الروائية أثير عبد الله 


أحببتك أكثر مما ينبغي ، أثير عبد الله