أقوى نساء العالم من الكاتبات الملهمات الأكثر تأثيرًا خلال 2020

الكاتبات الأكثر تأثيرًا خلال 2020

من المؤكد أن الكاتبات الملهمات من النساء الواردة أسماؤهن أدناه لهن أعمالاً أدبية منشورة ذات قيمة هائلة، لكن حياتهن الشخصية تستحق الإعجاب والثناء بنفس القدر، لقد تمكن خلال هذا العام القاسي من تحويل تجاربهن إلى شيء يفيد البشرية، وهذا أمر مثير للإعجاب حقًا.

فيما يلي قائمة الكاتبات الأكثر تأثيرًا خلال 2020 حصرًا، وفقًا لتصنيف مجلة BBC البريطانية:


فانغ فانغ – ووهان، الصين

نبدأ مع الكاتبة الصينية Fang Fang – فانغ فانغ، والتي تبلغ من العمر 65 عامًا، واسمها الحقيقي Wang Fang – وانغ فانغ، وحائزة على عدة جوائز، ولها أكثر من 100 عمل أدبي منشور، والتي اختارتها BBC ضمن أقوى نساء العالم لعام 2020. 

وخلال هذا العام، وتحديدًا في أواخر يناير 2020، بدأت الكاتبة فانغ فانغ في توثيق الحياة والأحداث اليومية في مدينة ووهان الصينية، حيث تفشي فيروس كورونا لأول مرة، فسجلت عن كل شيء يخص الأيام الأولى للأزمة، مع توثيق يوميتها وتجربتها الشخصية في المدينة عبر موقع التواصل الاجتماعي الصيني Weibo.

هذا التوثيق شمل كل شيء، بداية من تحديات الحياة اليومية داخل المدينة إلى التأثير العقلي والفسيولوجي للعزلة القسرية جراء جائحة كوفيد-19، بينما كان العالم وقتها يعتقد أنها أزمة محلية محدودة النطاق، وحتى أصبحت ووهان أول مكان في العالم يدخل في حالة من الإغلاق الكامل لم يسمع بها من قبل في التاريخ.

قدمت فانغ فانغ في مذكراتها لمحة استثنائية عن مدينة ووهان في أزمتها، فلاقت كتاباتها صدى واسع النطاق بين الملايين من الأشخاص سواء في الصين أو خارجها، كما نشرت صحيفة صنداي تايمز اليوميات مع ترجمة إلى اللغة الإنجليزية، لتحصد مزيدًا من الاعتراف الدولي، فتسارعت ردود الفعل عبر الإنترنت ضد شهادتها عن الأحداث، وغضب الكثيرون في الصين، حتى أنهم وصفوها بالخائنة، لكنها لم تستسلم وواصلت عملها.


ميسر عبد الواحد – منطقة الإيغور، الصين

بدأت الكاتبة Muyesser Abdul’ehed Hendan – ميسر عبد الواحد (تحمل اسما مستعارًا Hendan – هندان، وتعيش في إسطنبول، وليس لها صور شخصية متاحة) ببناء اسمها في الحقل الأدبي والثقافي كشاعرة وكاتبة مقالات درست الطب، لكنها عملت في مجال الكتابة الأدبية. 

تدور أعمالها الأدبية الأخيرة حول الوضع المتأزم في وطنها الأم في منطقة الإيغو؛ حيث جاءت روايتها الأولى Farewell to the Sun كأول عمل أدبي يتناول ما يحدث هناك من تجاوزات، بعدما تصاعدت الإجراءات الاستبدادية القمعية ضد طائفة الإيغور كأقلية عرقية، حيث احتجزت الحكومة الصينية عددًا كبيرًا منهم في معسكرات الاعتقال، ليتعرضوا فيها للتعذيب الجسدي والنفسي.

ولا يقتصر استهداف الأويغور على الاعتقال، بل امتد إلى الإبادة الثقافية، بعدما تم حظر لغة الأويغور في المدارس الصينية، بهدف محو الهوية الثقافية لطائفة الأويغور الأقلية في الصين إلى الأبد. لذا؛ أطلقت مُيسر عبد الواحد، بعد انتقالها للعيش في تركيا عام 2013، مؤسسة Ayhan – أيهان للتعليم غير النظامي، وهي منظمة مكرسة لتعزيز وتعليم لغة الإيغور لمجموعات الشتات، من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 سنة بهدف الحفاظ على المد الثقافي لهم.


تسيتسي دانغاريمبغا – هراري، زيمبابوي

فيما تعيش الكاتبة وصانعة الأفلام والناشطة ثقافية Tsitsi Dangarembga – تسيتسي دانغاريمبغا في العاصمة الزيمبابوية هراري، وتعمل كصانعة أفلام أفريقيات، ونالت أعمالها الأدبية عدة جوائز في زيمبابوي، كما شاركت أفلامها في عدد من المهرجانات الدولية، بما في ذلك مهرجان Sundance السينمائي.

كانت روايتها الأولى المعنونة بـ Nervous Condition، هي الرواية الأولى التي تنشرها امرأة سوداء من زيمبابوي باللغة الإنجليزية. وبذلك، أصبحت تسيتسي دانغاريمبغا واحدة من الأصوات الأدبية الرئيسية في أواخر القرن العشرين. تكمل روايتها الأخيرة This Mournable Body الثلاثية التي بدأتها في عام 1988، تم الإشادة بها من قبل النقاد في جميع أنحاء العالم، فهي دراسة قوية للنضال ضد عقود من الصراع والقمع والاستعمار.


خلال عام 2020، عاشت مدنية في زيمبابوي عددًا من أحداث العنف والاحتجاجات، حيث اتهم المتظاهرون الحكومة بالفساد واستغلال النفوذ، واعتقلت الكاتبة تسيتسي دانغاريمبغا على خلفية المشاركة في الاحتجاجات، وذلك بعد ثلاثة أيام من ترشيحها للقائمة الطويلة لجائزة البوكر الأدبية (في 28 يوليو) عن أحدث رواياتها This Mournable Body.

تم الإفراج عنها فيما بعد بكفالة مالية، وتم توجيه تهمة التحريض على العنف والتظاهر وخرق اللوائح والقواعد والتعليمات الصحية المفروضة للتباعد الاجتماعي، لتدخل القائمة المختصرة للجائزة الأدبية قبل ثلاثة أيام أيضًا من موعد محاكمتها بعد اعتقالها.

وقد سبق أن اختارتها هيئة الإذاعة البريطانية BBC في عام 2018 باعتبارها واحدة من أفضل 100 كتاب صاغ ملامح العالم عبر مؤلفاته الأدبية.

نادين كعدان – سوريا

عملت الكاتبة السورية Nadine Kaadan – نادين كعدان، وهي مؤلفة ورسامة كتب قصص الأطفال الخيالية، والحائزة على عدة جوائز أدبية، بشكل تطوعي مع اللاجئين الشباب، بهدف التخفيف من أعراض الضغط النفسي والعصبي التي مروا بها خلال التغريبة السورية، والتي ترافق مرحلة ما بعد الصدمة.

عاشت نادين كعدان معظم سنوات عمرها بسوريا (من مواليد عام 1985)، وتعيش حاليًا في لندن، نشرت قصصها المصورة بأكثر من لغة، حيث تساعد أعمالها القصصية الأطفال السوريين على فهم الحرب كما سبق لها وأن صممت الحملة الإعلانية ليوم الطفل العالمي.


تروي تجربتها في سوريا عبر رسوماتها وقصصها المصورة، لها كتابين الأول بعنوان Tomorrow والثاني بعنوان The Jasmine Sneeze تركز عبرهما على التاريخ والحضارة والتراث الثقافي السوري، إضافة إلى جوانب من الحياة الصعبة الخاصة باللاجئين في سعيهم الحثيث نحو الحياة بطريقة أفضل.

رُشّحت نادين كعدان لنيل ميدالية Kate Greenaway، كما فازت سابقًا بجائزة المركز العربي البريطاني للثقافة عام 2019، كما أُختيرت قصتها “ليلى.. ردي علي” ضمن 14 عملًا فائزًا بجائزة مؤسسة Anna Lindh لأفضل كتاب قصصي لذوي الاحتياجات الخاصة.


جاكي كاي – اسكتلندا

حازت الشاعرة والكاتبة المسرحية والمؤلفة الروائية الاسكتلندية Jackie Kay – جاكي كاي على لقب الشاعرة الوطنية في اسكتلندا عام 2016، كما فازت بجوائز عديدة عن أعمالها، ومنحت في عام 2020 لقب CBE الفخري من قبل ملكة بريطانيا، وذلك تقديرًا لإنجازاتها في مجال الأدب.

لدت جاكي كاي في إدنبرة باسكتلندا عام 1961، لأم اسكتلندية وأب نيجيري، تم تبنيها من قبل زوجين أبيضين عند الولادة، ألهمتها تجربة التبني والحياة داخل عائلة بيضاء لكتابة مجموعتها الشعرية الأولى، The Adoption Papers عام 1991، والتي تتناول قصائدها بحث الطفل المتبنى عن هويته الثقافية، ويتم سردها من خلال ثلاثة أصوات مختلفة: أم بالتبني، وأم بيولوجية، وابنة.

تعمل جاكي كاي مستشارة لجامعة اسكتلندا، كما أنها أستاذة مادة الكتابة الإبداعية في جامعة نيوكاسل، وكتبت في مذكراتها المسماة Red Dust Road بالتفصيل عن رحلة بحثها عن والديها البيولوجيين، وقالت إن هذه المذكرات بمثابة رسالة حب لوالديها بالتبني، من ذوي البشرة البيضاء، كما تتحدث عن العنصرية التي تحملتها عندما كانت طفلة.


للكاتبة أيضًا رواية مترجمة للعربية، صدرت حديثًا تحت عنوان ترومبيت عن دار مسكيلياني للنشر والتوزيع، تناقش فيها قضية المزج بين الهوية الثقافية بين القناعات والقيم الشخصية في ظل الظروف المجتمعية السائدة.


إيلين وليامز

فيما تعتبر الكاتبة Aileen Williams – إيلين وليامز من الكاتبات الأكثر تأثيرًا خلال 2020 كونها من المدافعين عن شؤون أصحاب الهمم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتخصص مدونتها الشخصية على الإنترنت My Blurred World للكتابة عن تجارب مرضى الـ Encephalomyelitis – التهاب الدماغ والنخاع الشوكي ومرضى الـ Retinitis Pigmentosa – التهاب الشبكية الصباغي.


توثق الكاتبة إيلين وليامز تجاربها الشخصية أثناء العلاج من التهاب الشبكية الصباغي، عندما تم تشخيصها على أنها تعاني من ضعف شديد في البصر في عمر الـ 12 عامًا، بحثت على الإنترنت عن مراهقين آخرين في وضع مماثل. وجدت الكثير من الإحصائيات والتقارير الطبية عن حالاتها المرضية، لكنها لم تعثر على أي شخص لديه قصة مثل قصتها.

تقوم إيلين وليامز عبر مدونتها -المصممة لمساعدة الأشخاص الآخرين- بتضمين مجموعة من النصائح لتجنب التأثيرات النفسية السلبية والتوعية الصحية، وتشارك رحلتها ورسائلها التحفيزية على وسائل التواصل الاجتماعي، كما تلقي الضوء على المعوقات المجتمعية التي تقابل هؤلاء المرضى، فضلًا عن بث روح الأمل التأكيد الدائم على التضامن مع الحالات المرضية بأنهم ليسوا وحدهم في معركتهم فهناك حالات مماثلة.