العرض الأكثر شهرة هو خلل القراءة إما برقص الحروف أو تحركها أو إختفاؤها أو ظهورها بشكل ناقص فلا يتمكن الطفل أو الشخص البالغ من فهم ما هو مكتوب أمامه، و هذا بسبب إختلال كهربائي بين فصين المخ فيغلب الفص الأيمن على الفص الأيسر هنا مما يسبب هذه الحالة.
في كثير من الأحيان يكون المصاب بالديسلاكسيا لا يجد الإتزان الجسدي التام فقد يستطيع المشي لكن يجد صعوبة بالغة في ممارسة الألعاب الرياضية المتخصصة مثل كرة القدم إلا بعد تدريبات شاقة.
بسبب اختلال تناقل المعلومات في الخلايا العصبية بين فصي المخ فإنه يحدث اضطراب في الإحساس بالزمن ، فلا يعرف المصاب الفرق بين ٥ دقائق او ١٥ دقيقة و لكن مع ممارسة التمارين الذهنية يمكن تحسين ذلك بمساعدة الأصدقاء و الأسرة.
بسبب الإختلال الذي ذكرناه سابقا، فإنه يصعب على المصاب معرفة الإتجاهات بشكل طبيعي وفي بعض الحالات قد يصعب على المصاب إيجاد منزله دون عوامل مساعدة مثل تطبيقات الخرائط في الأجهزة المحمولة، علماً بأن هذا العارض نادر إلا في حالات متقدمة من الديسلاكسيا.
يعاني المصاب بالديسلكسيا من صعوبات أحيانا ما قد تكون بالغة في الحساب و الأرقام نظرا لاعتماده على الفص الأيمن من المخ وهو المسؤول عن الإبداع، أما الفص الأيسر و المسؤول عن المنطق و الحساب فيعاني من ضعف نقل المعلومات إليه ، و الحل يكمن في التمارين الذهنية و تحويل الأرقام إلى قصص، مثلا رقم هاتف ١١٢٢٧٧٤ فيحول إلى قصة ١١ طفل اشتروا ٢٢ برتقالة و قسموها إلى ٧٧ قطعة و تناولوها في ٤ أيام.
التركيز يحتاج الى توازن الكهرباء في المخ بين الفصين على الأقل و لكن الشخص المصاب الديسلاكسيا يعاني من التشتت لأن الفص الأيمن للمخ و المسؤول عن الإبداع بعرض أفكار أسرع من الفص الأيسر و بالتالي فإن الأفكار تظهر في عقل المصاب بشكل متتالي و سريع مما يصعب عليه تذكر أول فكرة طرأت على فكره، و كثيرون من أصدقائي يشبهون هذا الأمر بماكينة صنع الفشار (Popcorn Machine) أي أن الأفكار تخرج كما يخرج الفشار من القدر واحدة تلو الأخرى و كل واحدة أسرع من التي سبقتها.
الكلمات صعبة الوصول لانها في الفص الأيسر من المخ ، فيعاني المصاب من إيجاد الكلمات المناسبة حتى وإن كان يعرفها و يعرف معناها، فهي تكاد تختفي و تظهر لكن المصاب يرى صورتها في ذهنه لكن اسمها يغيب عنه.
لعدم القدرة على إستخدام الفص الأيسر بكامل قدراته الطبيعية عند المصاب بالديسلاكسيا فإن المنطق مكانه الفص الأيسر فمن الصعوبة البالغة للمصاب أن يكون له نفس المنطق و المفاهيم العامة للحياة و البيئة و الدراسة و العمل والأعمال الطبيعية للشخص العادي، فدائما ما تجر الشخص المصاب له رأي مميز أو عجيب أو منطق مختلف و مغاير للأشخاص الطبيعين. ولعل هذا ما يميزهم في إيجاد حلول إبداعية و غير تقليدية و خارج الصندوق كالإختراع على سبيل المثال لا الحصر.
بسبب عدم وصول الكلمة من الفص الأيسر للمخ الى اللسان بالشكل السليم و بالسرعة الطبيعية لصعوبة الكلمة أو لتكرار بعض الأحرف فيها أوتشابه بعض الأحرف فإنه يصعب على المصاب أن يتهجأها و ينطقها بالشكل السليم مهما حاول إلا بعد تفكيكها و عمل التمارين الخاصة بذلك و التعود على نطقها، فحتى الشخص الطبيعي يعاني من نطق الديسلاكسيا فما بالك بالمصاب
أحيانا يسهل على الشخص المصاب الديسلاكسيا تذكر الأشياء بكنية أو عبارة أخرى، فكما يبدأ الأطفال في النطق فإنهم حينها لا ينطقون الكلمة كاملة ، مثلا الليمون يسمونه ليمو و حتى تتطور مهارات الأطفال فإنهم يكبرون و تتطور قدراتهم و لكن الشخص المصاب بالديسلاكسيا قد تهسل عليه تذكر المسمى الأساسي مثل الليمون إن لفظ المسمى الذي إختاره لهذه الصورة في ذهنه و يستطيع الوصول لها أسرع من المسمى الأساسي لأن الأساسي منطقي و ليس إبداعي و لا يتطلب إستخدام فص المخ الأيسر.
حين يكتب الشخص المصاب بالديسلاكسيا فانه يرى صورًا تعبر عن ما يريد كتابته، مثلا صورة تفاحة ولكنه يعاني من الكتابة عنها، فكتابة الإسم تستوجب استخدام الفص الأيسر من المخ، وهو ما يصعب خروج الكلمة من صورة الى كلام مكتوب، فتجد بعض الحروف تختفي أو يكتبها فتاخة أو تفاخة أو تفحه أو تافحة و تختف من شخص لآخر حسب نمو و تطور و تفاعل فصيّ المخ مع بعضها.
إستخدام الفص الأيمن للمخ بشكل مركز يجعل المصاب شخصية ذات خيال و إبداع مرتفع جدًا، قد يكون ذلك شيئاً إيجابياً و لكن الإسراف في إستخدام الخيال يؤدي الى السرحان و أحلام اليقظة و يبعد المصاب عن الواقع لذلك يحتاج الى رعاية و مساعدة إن تجاوز الخيال الواقع، و لهذا فإنه من الصعب التكيف و التعايش مع المصاب و لكنه ليس من المستحيلات، كل شيء ممكن بالإرادة و الصبر .
بسبب الإعتماد العالي على الفص الأيمن من المخ يضطر المصاب الى عمل روابط عصبية جديدة في المخ و مع الوقت و التمارين تصبح قدرات المصاب التحليلية متقدمة و مختلفة فيستطيع الربط بين المعلومات و البيانات بشكل لا يستطيع الشخص العادي تخيلها، فنجد أشهر المصابين بالدسلاكسيا علماء و مخترعين و قادة غيروا العالم كما نعرفه اليوم.