الكاتب: عبد الحق الصولاحي

شعيب مودود سجين إسلامي يحكي للقراء أحداث رحلته القصيرة التي دامت لحوالي عشرين سنة ، تجاوز من خلالها أربع محطات رئيسية ، امتازت كل واحدة منها بعنوان عريض و انتقل فيها من اليمين إلى اليسار ثم إلى أقصى اليسار ثم إلى أقصى اليمين لينتهي به الأمر إلى المحطة الخامسة و هي نهاية الرحلة و فيها يكتشف أن الوسطية هي المنارة الوحيدة القادرة على توفير الأمان للبشر الذين خبطتهم أمواج الجماعات و الفرق و و غيرها من أدوات التفرقة . في محطته الأولى ينتقل شعيب للعيش مع عمته نعيمة في حي هامشي بمدينة الدار البيضاء و فيه يتعرف على عائلة القطط ، و يكتشف أن رب العائلة السيد عبد القدوس المرواني كان أستاذا جامعيا و مؤلفا للعديد من الكتب و أن عائلته توارثت معارف سرية غير معلنة و نظرا لثقل تلك المعارف فإنه يعطي لشعيب قبل موته رأس الخيط فقط ، و يترك له الباقي ، فيتصرف شعيب بطريقة حكيمة و يستطيع تكوين عالمين مختلفين متوازيين ، و هما عالم المعلن و عالم المستور ، في عالمه الثاني نجد علاقته بآل مرواني و بآل أمزار و كذالك بالسيد عمر بوفلاح و فلاديمير و ميكايلا . كانت صفية المرواني أكثر الشخصيات التي تأثر بها شعيب في محطته الأولى و رغم أن كلامها دائما ما يكون غير مكتمل و أنه غالبا ما يقتصر على إشارات لا غير إلا أنه كان يدفع شعيب إلى إعمال فكره و، يظهر ذالك جليا في مناقشتها له في محتوى مسرحية فاوست و رواية موبي ديك و كذالك في تقديمها لمعلومات تتعلق بأسياد روما و أسياد نيويورك ، و في المرتبة الثانية نجد السيد عمر بوفلاح الذي يسعى لتعلم الجبت ثم السيد عبد القدوس في المرتبة الثالثة . رغم أن شخصيات الرواية كثيرة و متعددة إلى أن القارئ سيصاب بالصدمة تلو الأخرى وذالك بسبب موت الشخصيات الكاريزمية في الرواية تباعا ابتداء من السيد عبد القدوس و مرورا بعادل و صفية و حمزة وسناء ، وانتهاء بمنير.