الكاتب: ويلاد كواين

القضايا التي يثيرها هذا الكتاب ميتافيزيقية في طابعها العام، ومؤلفه يعمد إلى توظيف التقنيات المنطقية التي تم استحداثها منذ مطلع القرن الفائت بعد أن أجرى عليها تعديلات لا مراء في جوهريتها، كي يقوم بتوضيح وحسم مسائل تتعلق على وجه الخصوص بالعلم الطبيعي. و الراهن أن كواين معني بوجه عام بطرح تصوره في المعرفة البشرية، وهو مشغول خصوصًا بأمر الكينونات التي يلزمنا المشروع الإبستمولوجي بتضمينها في مذاهبنا الأنطولوجية، وإن كان يحرص دومًا على إلزامنا بالحد الأدنى منها، فهو يظل نصيرًا متحمسًا للنزعة الأمبيريقية. و على ذلك، يُستبان أن كواين أكثر استعدادًا من أقرانه الأمبيريقيين لقبول بعض الكينونات المُجردة، من قبيل الفئات والأعداد، كونه يذهب إلى أنه لا سبيل لممارسة المشروع العلمي في غيابها, فالكتاب صغير في حجمه كبير في محتواه المعرفي، فيَفي هذا الكتاب الصغير بحاجة المجال من فنيات المعالجة المنطقية البسيطة المُتصلة بمهمة المنطق الحديث و المركزية، كما يحتوي الكتاب على توضيح للمفاهيم الصورية الأساسية، ويُعد الهدف من هذا الكتاب هو إيجاد مدخل ناجح إلى ما يُمثل الحد الأدنى من الأمور المنطقية الجوهرية.