الكاتب: حسين جداونه
صرخة مجموعة قصصية تنتمي إلى القصة القصيرة جدا. تتناول المجموعة بعض القضايا الأساسية والجوهرية المتعلقة بالذات الإنسانية، في مختلف حالاتها، كونها جزءًا من مجتمعها تؤثر وتتأثر به إيجابًا وسلبًا. لعل الثيمة المهيمنة على نصوص المجموعة هي الصرخة. فثمة أشكال متعددة لها، منها المسموعة التي تصمّ الآذان، ومنها المكتومة التي تنحبس في الصدور، لكنها موجودة في جميع النصوص، فخلف كل قصة صرخة ما، تعبر عن ألم أو ظلم، أو قهر، أو تنذر وتحذر. وكل ذلك بأسلوب لا يخلو من مسحة سخرية مريرة. تتجاذب القصة القصيرة جدا تيارات متباينة في توجهاتها من حيث الرؤية والأداة. وكلها يجمع على أركانها وشروطها وعناصرها بصورة عامة، غير إن الإشكال والتجاذب يقع في التطبيق.. فما يراه بعض الكتاب والنقاد والمنظرين قصة قصيرة جدا مكتملة الأركان والشروط، نجد آخرين يخرجونه من دائرة هذا النوع أو الجنس القصصي، معتمدين على المعايير نفسها التي اعتمدها الآخرون. ويبدو أن الإشكالية الأهم تقع في ركن (الحكاية)، أيقصّ النص حكاية ما؟ أم أنّ الأمر متروك للمتلقي؟ يرى الكاتب أنّ القصة القصيرة جدا تتسع لكلا النهجين. فلها أن تقص حكاية على ألا تنحرف إلى القصة القصيرة، ولها أن تلمّح للحكاية من بعيد على ألا تنحرف إلى الإلغاز، وفي جميع الأحوال لا بدّ من حكاية قبل القص، مهما كان شكل هذا القصّ. في هذه المجموعة القصصية يتكئ الكاتب في نصوصه على بعض الأمثال والحكم: القديمة والمعاصرة، لكنه يقدمها وفق رؤيته الخاصة، فيقرأها من زاوية مختلفة، واقفًا منها موقفًا مضادًا لمفهومها، أو كاشفًا عن بعد آخر فيها. وفي كل ذلك يبدو للكاتب أن الحكاية حاضرة في النصوص، حضورًا تلميحيًّا، سواء من خلال العتبة (العنوان) أو المتن برموزه.
صرخة، قصة قصيرة جدا، جداونه
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور المحتوى