1 - كتاب «آلات تتمتع بفضيلة المحبة» Machines of Loving Grace
المؤلف: جون ماركوفيسلط جون ماركوف ـ مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» في كتابه «آلات تتمتع بفضيلة المحبة» الضوء على التناقض الحتمي بين مجال الذكاء الاصطناعي، وتضخيم الذكاء، حيث يروي قصة التطور الإيجابي الرائع ـ والعكسي في كثير من الأحيان ـ لتطور هذين المجالين منذ عام 1956، عندما صِيغ المصطلحان. وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، دأب ماركوف على التفاعل مع كبار الباحثين، كما يوضح في كتابه. وبرغم التفاؤل في البداية، إلا أنه تبيَّن أن ابتكار ذكاء اصطناعي أمر صعب للغاية. ولا يزال علم الروبوتات يواجه تحدي مفارقة مورافيك، التي تنص على أن: المهام التي يصعب على البشر أداؤها ـ مثل التوجيه على بقعة اللحام بدقة ـ سهلة على الروبوتات، في حين تظل المهام السهلة على البشر ـ مثل رفع الأطباق عن مائدة الطعام بشكل ملائم ـ صعبة للغاية بالنسبة إلى الروبوتات. ويُعزى ذلك غالبًا إلى التعقيد الكامن في الآليات الميكانيكية للاحتكاك، والتصادم، والاتصال. فحساب مسار مُذَنَّب بدقة أسهلُ بكثير من التنبؤ بمسار قدح من القهوة عند دَفْعه على سطح طاولة.
و«تضخيم الذكاء» هو المصطلح المفضل لدى دوجلاس إنجلبرت، الذي تناولَت أبحاثه قدرات أجهزة الحاسب على تضخيم قدرات الإنسان. وقد تطوَّر ذلك إلى مجال التفاعل بين الإنسان والحاسب، حيث أنتج لنا فأرة الحاسب، والواجهات التي تحتوي على رسم. ويروي ماركوف قصص روّاد مميزين، مثل عالِم الحاسب تيري وينوجراد، وخبير الواقع المعزّز جاري برادسكي (وهي تقنية تحويل الصورة الحقيقية إلى صورة افتراضية على شاشة الحاسب)، حيث أدرك كلاهما جوانب القصور في الذكاء الاصطناعي، ثم أصبحا دعاة لتضخيم الذكاء. ويتضمن كتاب ماركوف حججًا قوية على أن نجاح الذكاء الاصطناعي يتوقف على مدى التقدم في تضخيم الذكاء.2 - كتاب «البشر لا يحتاجون إلى تطبيق: دليل الثروة والعمل في عصر الذكاء الصناعي» Humans Need Not Apply
المؤلف: جيري كابلان وهو كتاب غير طويل يطرح قضية الذكاء الصناعي بطريقة مختلفة، ويتوقع تغييرات كبيرة ستطرأ على الطرق التي نعمل بها، وعلى الوظائف التي نشغلها، غير أن أهم ما تطرق إليه في كتابه هو الجانب القانوني من المسألة.
يبدأ الكتاب بفكرة أن التكنولوجيا تنشئ "عمالاً كاذبين" "وعقولاً صناعية" ستنجز الأعمال التي ينجزها البشر، وبالفعل قام محامٍ بإنشاء شركة تحمل اسم روبوت واسمها "روبوت وهوانغ".
ويطرح الكاتب قضايا قد تبدو غريبة بعض الشيء مثل ما هي مسؤولية الروبوت القانونية إذا ما أخطأ؟
يتحدث الكاتب أيضًا عن مسألة فقد الناس أعمالهم بسبب الذكاء الصناعي، لكنه اقترح بعض الحلول مثل أن توافق شركة على أن يحصل شخص ما على قرض يخصصه للتدريب مقابل حصول الشركة على تخفيضات ضريبية. ومصدر القرض هو مرتبه الشهري الذي سيستلمه الموظف بعد التدريب وبدء العمل.
ويعتقد الكاتب أن المؤسسات التربوية والتعليمية ستكون في هذه الحالة على علم واضح بالمهارات التي يجب تعليمها لموظفي المستقبل.
وللتقليل من اللامساواة في الدخل، يقترح كابلان أن تحصل شركات على تخفيضات ضريبية إذا كانت ملكية أسهمها موزعة. ثم يفسر بالقول إن في إمكان الحكومة الأمريكية أن تسمح للناس باختيار الشركات التي يستثمرون فيها جزءًا من مبالغ الضمان الاجتماعي، ما يؤدي إلى توزيع الملكية بين أفراد عديدين، ثم توزيع الأرباح عليهم لحل مشكلة شركات عملاقة تستخدم ذكاءً صناعيًّا، وتحقق أرباحًا خيالية، ولكنها تشغل عددًا قليلاً من الأشخاص.
المؤلف: مارتن فوردكتاب «صعود الروبوتات» لرائد الأعمال في مجال البرمجيات، مارتن فورد، الذي يؤكد أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات على وشك القضاء على معظم الوظائف المتاحة للبشر، سواء وظائف موظفي المكاتب، أم وظائف العمال اليدوية، غير أن القراءة المتأنية للكتاب تُظهِر أن الأدلة التي يقدمها سطحية للغاية. فقد ابتلع فورد الخطاب البلاغي لمتخصص المستقبليات راي كورزويل، وأكَّد بشكل متكرر أننا على وشك تحقيق تقدُّم كبير ومتسارع على أساس قانون مور، الذي يفترض أن قوة الحوسبة تتضاعف بشكل أُسِّي مع مرور الوقت، لكن بعض علماء الحاسب يأسفون لوجود هذه المغالطة الأسّية، من منطلق أن نجاح الدوائر المتكاملة جَلَب توقعات بشأن التقدم، متجاوِزة بكثير ما يُقِرّه مؤرخو التكنولوجيا من حتمية حدوث تسطيح لا مفر منه لمنحنى التقدم المتصاعد.
كما أن الاتجاهات التاريخية لا تدعم أيضًا مغالطة لودايت، التي تفترض أن هناك كتلة ثابتة من العمل، وأن التقنية تنشئ البطالة، لا محالة. هذا النوع من التفكير يغفل النظر في الآثار التعويضية التي تنشئ فرص عمل جديدة، كما يغفل العوامل الكثيرة ذات الصلة، مثل العولمة، وإضفاء الطابع الديموقراطي على القوى العاملة. ويصف فورد أنظمة برمجيات تحاول القيام بعمل المحامين، ومديري المشروعات، والصحفيين، ومبرمجي الحاسب، والمخترعين، والموسيقيين، لكن غالبية الأدلة التي يسوقها على أن هذه الأنظمة ستصل قريبًا إلى مستوى الكمال، وتؤدي إلى عمليات تسريح بالجملة للعاملين، هي أدلة من مقالات نُشرت في دوريات شعبية.4 - كتاب «الحلول الحسابية: كيف سيؤثر سعينا إلى صناعة آلة قادرة على التعلم على إعادة صياغة عالمنا» The Master Algorithm
المؤلف: بيدور دومنغوسيحمل الكتاب تساؤلاً عمّا إذا كان سعينا إلى صنع أجهزة ذكية سيغيّر من عالمنا. ويركز المؤلف بيدور دومنغوس على شرح الكيفية التي يتم فيها تلقين جهاز الكومبيوتر بطريقة مبسطة جدًّا، برغم أن هذه العملية معقدة في أساسها. ويتوقع الكاتب أن تتطور الآلات إلى درجة أنه سيتم توقيع بروتوكولات جديدة في جنيف في أحد الأيام يمنع على أساسها البشر من المشاركة في عمليات قتالية.
يأخذك الكتاب في رحلة إلى 5 فئات لآلة التعلم (قواعد، الخوارزميات التطورية، النظرية الافتراضية، الشبكات العصبية، والقياس).
المؤلف: ديفيد مِندل:يشير ديفيد مِندل ـ عالِم التحكم في الروبوتات عن بُعْد ـ إلى أن أنظمة التحكم الذاتي ليست جديدة.. فمنذ السبعينيات، وهي تستخدم يوميًّا على ارتفاعات منخفضة جدًّا، وعالية جدًّا، وذلك في أعماق البحار، واستكشاف الفضاء، وكل الطائرات تقريبًا. وبناءً على خبرته الواسعة، يوضح مِندل أنه على الرغم من تطور هذه الأنظمة، لا يزال كثيرون من الخبراء لا يثقون فيها.
وعلى سبيل المثال.. هناك مدرسة فكرية راسخة تعتقد أن أخصائيّي علم المحيطات ينبغي أن يتعاملوا مع الأعماق المظلمة مباشرةً؛ لفهم العجائب الكامنة هناك، مع أن الغواصات الروبوتية التي يتم تشغيلها عن بُعد ـ عن طريق كابلات الألياف الضوئية ـ تُعَدّ أكثر مرونة بكثير، وبوسعها القيام بأعمال الاستكشاف لأوقات أطول، ولا تتطلب شهادة توثيق باهظة الثمن لكل تعديل.
يستعرض مِندل المبررات الحتمية التاريخية، والثقافية، والسياسية، والنفسية، والفلسفية، وكذلك المبررات من منظور العلاقات العامة، لإبقاء البشر في موقع السيطرة. ومن الأمثلة الحديثة: العريضة الدولية، التي قُدمت في يوليو 2015؛ لحظر أسلحة التحكم الذاتي، التي وَقَّع عليها ما يقرب من 3,000 باحث. وانظر ـ على سبيل المثال ـ إلى إعلان شركة «جوجل» عن أنها عثرت على أكثر عنصر لا يمكن الاعتماد عليه في سياراتها ذاتية القيادة، وهذا العنصر هو: (السائقون البشر)، الذين يحاولون تولِّي مسؤولية القيادة. وكان رد فعل «جوجل» أنْ أزالت عجلة القيادة. ويوضح مِندل لماذا يُعَدّ هذا خطأ، فيما يسميه «أسطورة التحكم الذاتي الكامل»، حيث يشير مِندل إلى أن الآلة يمكن أن تعمل بالتحكم الذاتي لأوقات، ولكن لا توجد آلة تعمل بشكل مستقل تمامًا.. فالمقاصد، والافتراضات، والمتغيرات البشرية.. وجودها أمر مُسَلَّم به في تصميم جميع الآلات. وتنتهي تجربة مِندل به إلى الاستنتاج نفسه الذي وصل إليه ماركوف، وهو أن التحدي الأساسي (والأصعب) هو تصميم واجهات تُبقِي على البشر ضمن حلقة التحكم، حيث إن التقدم التكنولوجي لا يعمل بشكل حتمي محدَّد. فقد كانت هناك عدة دورات من الحماس غير المنطقي، الذي تَلَتْه خيبة أمل، وتبخُّر لتمويلات البحوث والتطوير، وهي مدة عُرفت باسم شتاء الذكاء الاصطناعي. ويبدو أن أحدث جولة حالية من التوقعات مُبَالَغ فيها كذلك.