الكُتاب الشباب.. إبداع أم تطفل على الرواية؟

لقد فتحت نوافذ جديدة تطل من خلالها العديد من الظواهر والقضايا التي صاحبت العرس الثقافي، أبرزها الكُتاب الشباب الجدد الذين دونوا أولى خطواتهم في مجال التأليف والكتابة والشعر، لكن وجودهم وكثرة إقبالهم على التأليف والنشر لا يقابلهما دعم وحفاوة كبيران، إذ إنهم حسب العديد من النقاد تسببوا في إفساد المحتوى الأدبي لتطفلهم على الرواية، بينما عبر العديد من الكتاب عن استيائهم من الهجوم والاتهامات غير المبررة نحوهم.

نظرة سطحية عبرت الشابة أماني الموسوي (17 عاما) عن استيائها من نظرة التقليل والتسطيح لمواهب الشباب، والتي وصلتها من خلال إصدارها لعملها الأول في معرض الكويت الدولي للكتاب، وقالت أماني في تصريحات:

الأحكام ضدنا تأتي من دون أن يتعرفوا على المحتوى الذي نقدمه، ولا بقدر التعب والجهد اللذين بذلتهما من أجل هذه اللحظة.

وتابعت الموسوي «عملي الأول – خلف الستار- كان عبارة عن قصة قصيرة، موجهة للجمهور الذين لا تستهويهم الروايات الطويلة، وهي تعتبر مدخلا لهؤلاء يأخذهم إلى عالم القراءة، عبر نصوص مسرحية قصيرة وهادفة».

دورات كتابة بينما جاءت تجربة الشابة سارة العنزي (18 عاما) في عملها المسرحي «عائلة الفن» بعد أن اجتازت دورات تعلم الكتابة، وقالت:

حبي للغة العربية دفعني منذ صغري للقراءة والمشاركة في مسابقات الشعر، وقبل أن أصدر عملي الأول، التحقت بعدة دورات متخصصة في الكتابة المسرحية، وكانت نتاج كتابي مشروع تخرجي من الدورات، عبر 3 نصوص مسرحية موجهة للأطفال والعائلة.

وحول الانتقادات حولهم قالت «من حق الشباب أن يخوضوا التجربة والتعلم منها والاستفادة من الأخطاء التي من شأنها أن تطور أعمالنا القادمة، لأننا سنقود المستقبل الثقافي في الغد، ونحتاج للدعم والتشجيع بدلا من الإحباط والانتقاد غير المبرر نحونا».

«كل من هب ودب» من جهتها، قالت المهندسة سارة الحوال (32 عاما) والتي سجلت حضورها بأول عمل لها في معرض الكتاب، ان الانتقاد حولهم سببه الاستغلال الكارثي من قبل دور النشر للشبان الصغار، حيث ان كل «من هب ودب» أصبح يمتلك دار نشر، وقالت:

 إن ظاهرة الكتابة للشبان تظل أفضل من انشغالهم في أشياء أخرى غير مفيدة، كما أنها ستحفزهم على التطور في المستقبل، لكن أساس المشكلة يقع على دور النشر التي تستخدمهم من أجل التكسب والتربح من ورائهم.

وأتمت الحوار:

دخلت مجال الكتابة والتأليف لإيماني بسحر اللغة وتأثيرها كأداة عبور ووصل بين الناس، لذلك جاء عملي الأول «أحلام الفراشة» ليحاكي المشاعر المختلفة للمرأة، عبر مجموعة من النصوص والأشعار التي حرصت على أن تلامس قلب كل قارئ.

محاربة للشباب.. ولكن من جهته، قال الكاتب محمد الناصر مالك دار النشر «نوفا» إن الكتاب الشباب يتعرضون لمحاربة شديدة وقوية من قبل الأدباء والمثقفين الذين لديهم مشوار طويل في العمل الثقافي، معللين بأن كتاباتهم ليست جيدة.

 وقال الناصر:

هناك العديد من الشباب المميزين والمبدعين، لكن ظروفهم لم تسمح لهم بتسليط الضوء عليهم ومراعاة موهبتهم بسبب الصراع الكبير الذي يشهده المجال وحالة الزخم والتطفل من قبل الكثيرين والذي يؤثر بدوره على الأقلام الشابة الواعدة.

 وأضاف الناصر:

المسألة تحولت إلى شكل تجاري أكثر منه ثقافي، والمسؤولية هنا تقع على دور النشر، لأنها تنظر للجانب الربحي، حيث ركض بعضهم وراء نجوم مواقع التواصل من أجل تحقيق إيرادات من متابعيهم بغض النظر عن المحتوى الذي يقدمه، إلى جانب ذلك فإن سهولة شروط النشر جعلت الكثير من الشباب الذي لا يمتلك أي موهبة في التأليف والكتابة، يقدم على النشر، ما أضر بسمعة الكتاب الشباب.

الحد الأدنى للكاتب ومن ناحية أخرى، يرى الكاتب خالد النصرالله صاحب دار النشر «الخان» أن من الطبيعي أن يكون مستوى الكاتب المبتدئ متواضعا كونه مازال في البداية، لكن لا يجب أن يتم التعاطي مع الكتاب الشباب بهذه النظرية.

وأوضح النصرالله :

وجود دور نشر كثيرة في الكويت أدى لدخول الكثير من الشباب عالم التأليف والكتابة، وهو ما سبب وجود الكثير من الكتب غير الملائمة، فلو فرضنا أن دور النشر في الكويت قليلة، وقتها لن تظهر سوى الأعمال القيمة التي تستحق أن تنشر.

 وأضاف النصرالله: الكُتاب الشباب ليسوا ظاهرة بحد ذاتهم، بينما يجب أن تبقى الكتابة هي الظاهرة، وهنا مسؤولية دور النشر التي يجب أن تحدد حدا أدنى يحفظ الجودة الفنية للعمل، وهو ما سيصنع التوازن والفارق في المؤلفات المنشورة.


كتب PDF ، كتب و روايات PDF ، أفضل تجميعات الكتب، كتب عالمية مترجمة ، أحدث الروايات و الكتب العربية ،أفضل ترشيحات الكتب و الروايات، روايات و كتب عالمية مترجمة.