العرّاب ..

 

اليوم هو الذكرى الـ 57 لميلاد الطبيب والروائي المصري الراحل أحمد خالد توفيق، الملقّب بـ"العراب"..

حيث وُلِدَ أحمد خالد توفيق في 10 يونيو 1962 بمدينة طنطا وتخرج من كلية طب طنطا عام 1985 وحضّر الدكتوراه عام 1997.

انضم عام 1992 للمؤسسة العربية الحديثة وبدأ بكتابة أول سلاسله-ما وراء الطبيعة-في شهر يناير من العام التالي.

انضم أحمد خالد توفيق للمؤسسة بأن أرسل أولى رواياته أسطورة مصاص الدماء التي لم يعجبوا بها هناك لمجالها المختلف من الرعب ونصحوه هناك بالاتجاه للمجال الأدبي البوليسي أفضل، لكن قام الأستاذ حمدي مصطفى – رئيس المؤسسة – بمقابلته وتشكيل لجنة أخرى لدراسة الرواية؛ كان من ضمن أعضاء اللجنة الأستاذ نبيل فاروق الشهير بسلسلة رجل المستحيل والذي قال عن الرواية: " الأسلوب ممتاز، ومترابط، به حبكة روائية، فكرة القصة واضحة، وبها إثارة وتشويق".

و يَعتبِر د. أحمد خالد توفيق أنه لولا رأي د. نبيل فاروق هذا لما رأت كتاباته النور أبدًا ولكان قد توقف عن الكتابة بعد عامٍ مثلًا استمرت السلسلة من عام 1993 حتى عام 2014 بما يزيد عن 80 عددٍ وبعض الأعداد الخاصة.

نجحت السلسة الرعب نجاحًا كبيرًا رغم عدم انتشار هذا النوع من الأدب في الوطن العربي، وبدأ في كتابة سلاسل أخرى للمؤسسة نفسها مثل سلسلة سافاري، وسلسلة فانتازيا، وسلسلة روايات عالمية للجيب، غير بعض الأعداد الخاصة وبعض الروايات مثل يوتوبيا، والسنجة لدور نشر أخرى.

يشتهر أحمد خالد توفيق كذلك بكتابة مقالاتٍ سياسية واجتماعية دورية في العديد من الصحف والمجلات العربية مثل اليوم الجديد، والتحرير الإخباري، وإضاءات، وبص وطل؛ كما أنه يحب الترجمة ومن أشهر أعماله الرواية العالمية “Fight Club” واتي ترجمها باسم “نادي القتال” عن دار ميريت للنشر، وأعادت دار ليلى نشرها بعدها بعام.

و يعتبر أحمد خالد توفيق أديب الشباب الأول في الوطن العربي والذي حبّب الكثير في القراءة برواياته المشوقة وأسلوبه المتميز والساخر وشخصياته الفريدة-مثل رفعت إسماعيل-ولقربه من الشباب فكريًا وتواصله الدائم معهم، كما أن رواياته دائمًا ما تتناول الشعب المصري وما قد يحدث للبلاد في المستقبل.

كما أصدر سلسلة رجفة الخوف، وهي ترجمة للسلسلة الأصلية "Shivers" للمؤلف د. سبنسر والتي كانت من 36 عدد وتنتمي لأدب الرعب وموجهة للأطفال.

و أيضًا سلسلة WWW التي بدأها عام 2006 عن دايموند بوك ودار ليلى للنشر.

و رواية يوتويبيا السوداوية والتي تدور حول مصر 2030 وانقسامها لطبقة غنية تعيش في مدينة منعزلة عن بقية الشعب في حراسة أجنبية مشددة، ويعاملون البقية كالحيوانات ويصطادونهم.

و رواية السنجة وتدور الرواية – في خليط من الفنتازيا والواقعية – حول عصام الشرقاوي وهو كاتب مغمور يذهب ليعيش في دحديرة الشناوي كي يحاول أن يكتب شيئًا واقعيًا ناجحًا، ويحاول أن يتعرف على أهل المنطقة الذين يكرهونه ويحاول تفسير كتبتها كلمة فتاة على جدار بالإسبراي قبل انتحارها أمام قطار ويفسرها أكثر من تفسير لعدم وضوحها مثل السنجة أو السبحة.

كما أن لأحمد خالد توفيق أعمال أخرى قصيرة متنوعة من مجموعات قصصية قصيرة مثل قوس قزح (التي كتبها باشتراك مع تامر إبراهيم)، والآن نفتح الصندوق (بأجزائها الثلاثة)، وعقل بلا جسد، أو مقالات مثل مجموعة قصاصات قابلة للحرق التي نشرها في موقع بص وطل، وفقاقيع التي صدرت عن دار ليلى، ومقالات أخرى لجريدة التحرير الإخباري واليوم الجديد، وإضاءات، أو تراجم مثل ترجمة نداي القتال، أو حتى موسوعات مثل موسوعة الظلام المتخصصة في عالم الرعب بالإشتراك مع سند راشد دخيل، وهادم الأساطير – بالاشتراك مع سند راشد دخيل – والتي يتناول فيها أساطير صدقها الناس، أو روايات مثل يوتوبيا، والسنجة، ومثل إيكاريوس، وفي ممر الفئران؛ وغير ذلك الكثير والكثير فهو غزير الإنتاج حقًا.

أما عن حياة العرّاب الشخصية فهو متزوج من طبيبة أخصائية صدر من المنوفية اسمها منال ولديه منها ابن اسمه محمد وابنة اسمها مريم.

فقد كان قد أصيب بنوبتين قلبيتين، الأولى في 2011 والثانية في 2015 نتج عنهما أن أجرى جراحة زرع جهاز مهمته مرابة النبض فإذا شعر باضطراب في القلب أطلق صدمة كهربائية تعيد القلب للحياة مرة أخرى، وأجبره الأطباء على الإقلاع عن التدخين.

وقد انتشر خبر وفاة الأديب المصري أحمد خالد توفيق على مواقع التواصل الاجتماعي، مفجرًا عاصفة من الحزن والصدمة بين جمهوره الواسع من الشباب، لدرجة أثارت جدلًا كبيرًا في الإعلام المصري بين من لم يعرفوا أنه حقا بكل هذه الشعبية ومن لم يتابعوه من قبل.

فالأديب الذي توفي عن عمر يناهز السادسة والخمسين في الثاني من أبريل/نيسان لعام 2018، لم يكن مجرد كاتب تخصّص في تأليف قصص الجيب للشباب، وبدأت قصصه تلقى رواجًا كبيرًا في مصر والعالم العربي منذ التسعينيات، بل كان مثالًا للشباب وأطلق عليه محبّوه لقب "العرّاب"، وكما قال "لا أخاف الموت.. أخاف أن أموت قبل أن أَحْيَا "، فها هو قد أَحْيَا في قلوب كل الشباب.


أحمد خالد توفيق، العرّاب