يُعد متحف فيكتوريا وألبرت من أعظم المتاحف العالمية المختصة بالفنون والتصاميم. إذ، يحوي على قطع ومعروضات لا مثيل لها من حيث العدد والنوع. إن مجمل معروضات المتحف تعكس ما يزيد على 3000 سنة من التاريخ العريق للعديد من الثقافات العالمية الغنية إذ يحتوي مجموعةً من 4.5 ملايين قطعة مختلفة تشمل قطع خزفية وأثاث وأزياء وزجاجيات ومجوهرات وتحف معدنية وصور فتوغرافية ومنحوتات ومنسوجات بالإضافة إلى اللوحات الفنية.
تبلغ مساحة متحف فكتوريا وألبرت نحو 12.000 آكر، أي ما يعادل 51.000 م2 تقريبًا ويتضمَّن 145 معرضًا مختلفًا. توثّق القطع التي يعرضها المتحف 5.000 سنةٍ من تاريخ الفن في قارات أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا وشمال أفريقيا. تتضمَّن أنواع القطع الفنية المتضمَّنة في المتحف الخزف والزجاج والنسيج والأزياء الوطنية والفضة والمجوهرات والأثاث والنحت والطبعات الفنية والرسم والصور الفوتوغرافية، وتعد المجموعات التي يمتلكها المتحف من هذه القطع بعض أكبر المجموعات في العالم من نوعها. لدى المتحف أكبر مجموعةٍ في العالم بأسره من القطع المنحوتة التي تعود إلى حقبة ما بعد العصور الكلاسيكية، وبينها أضخم مجموعة من قطع النهضة الإيطالية موجودة خارج إيطاليا. أما المجموعات الآسيوية فتتضمَّن قطعاًَ من شبه القارة الهندية والصين واليابان وكوريا والعالم الإسلامي، وتتميَّز كثيرًا المجموعات المتاحة من شرق آسيا خصوصًا تلك التي تتضمَّن الخزف والأدوات المعدنية.
أطلق المتحف منذ عام 2001 برنامج تجديدٍ وتطوير ضخمٍ تبلغ تكلفته 150 مليون يورو، سيتضمَّن بناء معارض وأسواق وحدائق جديدة للمتحف.
تبدو صالات عصر النهضة التي تحتل مساحة طابقين في مبنى المتحف الهائل، الذي تقع بوابته الرئيسية في جادة كرومول، كأنها متحف داخل متحف.
زيارة هذه القاعات لا بد أن تبدأ مع المنحوتات والتماثيل العاجية الرومانية والبيزنطية القديمة، وهي من أقدم المعروضات في المتحف ويعد المدخل الرئيسي لدراسة الفنون الأوربية في العصور اللاحقة، هناك مثلاً، تمثال من العاج صُنع حوالي 400 بعد الميلاد، لامرأة نبيلة من روما وهي تقدم قربانًا لاله ذهبي، وهذا دليل على التزام نبلاء روما، في ذلك الوقت بدينهم الوثني القديم وليس بالدين المسيحي المستحدث. وهناك أيضًا نعش يسمى بـ( فيرولي) من القرن العاشر يصوّر العبادة الوثنية، وقد وجدت هذه التماثيل طريقها إلى قاعات العرض، بعد أن زال تهديد الوثنية للمسيحية. ومع استثناءات قليلة فإن هذه القاعات تمثل المسيحية بإخلاص، من خلال أشكال الصلبان المختلفة والمزركشة والمشاهد المنحوتة لآلام المسيح وتماثيل مريم العذراء وصور القديسين حيث كان الفن مختصرًا في أغلب صوره، على هذه الثيمات فقط.
ويمر الزائر في طريقه إلى القاعة الرومانية بفاصل حجري كبير يعود تاريخه إلى 1160 بعد الميلاد مزين بأقواس نصف دائرية وأعمدة تعلوها تيجان مزخرفة، وسوف يلاحظ بكل وضوح، جلال وقوة فن الصياغة النحتية في القرون الوسطى. على سبيل المثال، شمعدان كاتدرائية مدينة كلوستيستر، الفريد من نوعه الذي لا يوجد له أي نسخة أخرى في متاحف العالم، يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، وهو عبارة عن سرب من ورق الشجر المذهب مع تماثيل مذهبة لرجال ووحوش يتصارعون للوصول الى ضوء الشمعة وتجنب الوقوع في الظلام، هذا الشمعدان يتشابه إلى حد ما مع منحوتة مايكل أنجلو (يوم الدينونة) أو منحوتة رودان (بوابة الجحيم). وهناك أيضًا عرض لمنسوجات مذهلة من تلك المدة كما في (قبعة سيون) التي نُسِجتْ بالحرير والخيوط الفضية الخضراء والبنية اللامعة من قبل حرفييّ لندن عام 1300، وكان يرتديها الأساقفة في المناسبات الدينية مثل أعياد الميلاد. وهناك قطعتان فنيتان تعرضان في نهاية قاعات القرون الوسطى، أولهما كأس مصنوعة من الفضة والذهب مفصصة بالمينا الخضراء والزرقاء التي تعكس الضوء المار خلالها، والقطعة الأخرى، منبر الوعظ المنحوت من قبل النحات الإيطالي جيوفاني بيسانو حوالي عام 1300، وهو عبارة عن تماثيل عاجية صغيرة تُشكل مع بعضها أعمدة المنبر المذهل، الذي يجعل أي زائر يمعن النظر فيه لوقت طويل. وعُرضتْ مسودات ودفاتر ليوناردو دافنشي وتخطيطاته الهندسية والفنية في نسختها الأصلية.
ويحتوي المتحف على أكثر من 6000 قطعة من مصر العتيقة وحتى حقبتها الحديثة مثل المجوهرات الشهيرة، التي تتضمن فستان من الحلي والماس تم صنعها خصيصًا لشخصيات تاريخية، مثل ماري أنطوانيت وكاثرين العظيمة.
كذلك يحتوي على مجموعة من الفنون الآسيوية والهندية هي الأكبر من نوعها، وتضم قطعًا فريدة من أماكن مثل الهمالايا والصين.
متحف فكتوريا والبرت هو بحق مستودع الثقافة والتاريخ لما يحتويه من أعمال فنية مختلفة من داخل بريطانيا وبلدان العالم.