نبذة عن الحارث بن حلزة
الحارث بن حلزة هو شاعر جاهلي من أصل بدوي حيث نشأ في بادية العراق، عرف في جميع قصص التاريخ ببرصه، اشتهر بشدة فخره بقومه ونسبه حتى صار مضربًا للمثل في الافتخار، فقيل: أفخر من الحارث بن حلزة. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن الحارث بن حلزة.
اختلف الرواة والمؤرخين اختلافًا كبيرًا على الزمن الذي عاصره الحارث وولادته، وسنه ومدة حياته.
ذكر التبريزي أنه ألقى قصيدته الشهيرة، التي ارتجلها بين يدي الملك عمرو بن هند ملك الحيرة، وهو في العقد الرابع بعد المئة، كما رجح المستشرق دوبرسفال، أنه عمر بعد هذه الحادثة ما يزيد على خمسة عشر عامًا، ومات عن عمر يناهز المئة وخمسين عامًا.
على الرعم من عدم وجود أرقام دقيقة ، إلا أن جميع المصادر تتفق على أنه أحد معمري عصره، كما يتفق الرواة على أنه كان يكبر عمرو بن كلثوم حين ناظره في مجلس عمرو بن هند، والدليل على ذلك الاعتداد بقومه البكريين، والذكاء والحنكة والدراية وحسن خطاب الملوك التى ظهرت في شعره.
عانى الحارث طوال حياته من مرض البرص، ومرضه كان السبب في امتناعه عن المناظرات الشعرية التي كانت تجري، وخصوصًا التي يلقى بها الملوك، وهو السبب نفسه الذي ردعه عن تمثيل قبيلته ومواجهة عمرو بن كلثوم شاعر تغلب، فمثل قبيلته النعمان بن هرم، الذي كان رجلًا مغرورًا متعاظمًا، فلم يحسن خطاب الملك فأثار غضب الملك وأمر بطرده من مجلسه.
بعد هذه الحادثة تأثر الحارث وثارت حميته فارتجل قصيدته الشهيرة، أعجب الملك بفصاحته وذكائه، ويقول الرواة أن أفضل ما قاله الحارث في حياته كانت المعلقة التي ارتجلها في قصر عمرو بن هند.
لم يردنا الكثير عن حياة الحارث ولاسيما عن أيامه الأخيرة ووفاته، ولكن الكثير من الأدباء والمؤرخين أجمعوا على أنه من المعمرين، ومن بينهم الأب شيخو الذي ذكر أن الشاعر اليشكري مات سنة 580، وكان عمره مئة وخمسين سنة، فتكون ولادته في حدود عام 430.
اهتم المستشرقون الغربيون كثيرًا بشعراء المعلقات والكتابة عن حياتهم الشخصية ، لكن اجمع معظمهم على أن الحارث لا وجود لأي توثيق تاريخي عن حياته باستثناء ما يتعلق بالدفاع عن قضية قبيلته أمام عمرو بن هند ضد تغلب.
أجمع المستشرقون على أنه كان نبيلًا محاربًا. تميزت قصيدة الحارث عن غيرها من المعلقات بأنها من أولها لآخر تدور حول الدفاع عن قبيلته ومديح للملك مبتعدًا عن الزخارف اللفظية والصور الطبيعية والتشابيه الغزلية، كانت بعيدة قليلًا عن المعلقات الباقية من حيث المواضيع والمضمون والأسلوب مما جعلها ربما المعلقة الأقل اهتمامًا بين باقي المعلقات.
يقول التبريزي أن الحارث جهّز معلقته من أجل المناسبة إلا أنه خجل من إلقائها بسبب إصابته بالجذام، فطلب منه الملك إلقاءها من خلف سبع ستائر، وبعد بدء الحارث بالإلقاء بدأ الملك برفع الستائر واحدة تلو الأخرى حتى وقف الحارث أمام الملك وجهًا لوجه، وطلب منه أن يأكل من طبقه، وهكذا حقق الحارث مأربه بإصدار بن هند مرسومًا لصالح قبيلته.
كما أنه كان لذكره لهند والدة الملك عمرو بن هند في بداية القصيدة أثرًا جيدًا، فقد سُرَّت كثيرًا لسماعها اسمها ، وطلبت من ابنها أن يلبي جميع مطالب الحارث.
تعتبر هذه المعلقة نموذجًا على الفن ذو الذوق الرفيع في الخطابة والشعر، فيها قيمة أدبية كبيرة وتوثيقات تاريخية، وأبيات تدل على قوة الحجة والفكر، وتعتبر مثالًا رائعًا على الشعر السياسي والخطابي في ذلك العصر.
هناك اعتقاد أن الملك قتل إثر هذا الحكم على يد عمرو بن كلثوم.
لم يذكر لنا التاريخ أي تفاصيل عن حياة الشاعر الحارث بن حلزة.
بحسب أغلب المصادر التاريخية توفي الحارث بن حلزة عام 580م، عن عمر ناهز المئة وخمسون عامًا.
لقب الحلزة أطلق على أبيه بسبب بخله.
أعجب عمرو بن هند بمعلقة الحارث لدرجة أنه اعتبرها من المقدسات ويقال أنه أمره ألا ينشدها إلا متوضئًا.
يعتبر الحارث بن حلزة أقدم شاعر من شعراء المعلقات، فقد ألقى قصيدته عام 560م، وكان عمره يناهز المئة وأربعون عامًا.