نبذة عن الكونت فون رمفورد
بنيامين طومسون عالم فيزياء بريطاني حصل على لقب الكونت فون رمفورد. درس في كلية هارفارد، واختص بالفيزياء لترك بصمته فيه من خلال العديد من الإنجازات أبرزها نفيه لنظرية الكالوريك، والتأكيد على أن الحرارة ناتجة عن الحركة. عندما اندلعت الثورة الأمريكية وقف طومسون إلى جانب بريطانيا، واضطر للفرار إلى لندن.
تابع بنيامين طومسون إنتاجه الغزير في مجالاتٍ متعددة، حيث حسّن المواقد والمداخن والأفران، واخترع الغلاية المزدوجة، كما أسهم في بافاريا بتنظيم الجيش وإنشاء مساكن للفقراء.
تنقل طومسون خلال حياته بين عدة بلدانٍ، وحاز على عددٍ من الأوسمة لإسهاماته في مجالاتٍ شتى طوال حياته، حتى توفي في باريس عام 1814.
وُلد بنيامين طومسون في ووبرن، ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية، في 26 - مارس - 1753، كان والده يعمل مزارعًا لكنه توفي عندما كان بنيامين رضيعًا؛ درس طومسون في مدرسة قريته، وكان يمشي مع صديقه لومامي بالدوين أميالًا للوصول إلى كامبريدج، وحضور محاضرات الرياضيات والفلسفة للأستاذ جون وينثروب.
في سن الثالثة عشر تتلمذ طومسون على يد جون وينثروب على التجارة في مدينة سالم الساحلية، حيث أبدى براعةً في التجارة والتواصل مع الناس وبالأخص المتعلمين، وبدأ الاهتمام بالتجارب والفيزياء.
في عام 1769 انتقل بنيامين إلى بوسطن حيث عمل كاتبًا، وبدأ بحضور محاضراتٍ تتعلق بالعلوم الطبية والفلك، وفي عام 1774 وبعد اندلاع الثورة الأمريكية وقف طومسون إلى الجانب البريطاني وعمل كجاسوسٍ لهم فيما بعد، وبعد عامين انتقل طومسون إلى لندن وواصل انجازاته، حيث رسم تصميماتٍ لسفنٍ حربية، ونال لقب الفروسية من الملك جورج الثالث.
في عام 1785 استقر بنيامين في بافاريا في ألمانيا وعمل كقائدٍ عسكري، وساهم في الكثير من الإنجازات على المستوى العسكري فأعاد تنظيم الجيش، وأشرف على صناعة واستخدام آلات ثقب أسطوانات النحاس التي تستخدم للمدافع بمثقب من الفولاذ، ولاحظ انتشار الكثير من الحرارة نتيجة الاحتكاك بين المثقب والأسطوانة، مما جعله يعيد النظر في نظرية الكالوريك، وأكد أن الحرارة تنتج عن حركة الجزيئات وليست شكلًا من أشكال المادة كما كان شائعًا، كما صمم طومسون جهاز قياس شدة الضوء.
أما على المستوى الاجتماعي أنشأ مساكن عمل للفقراء، وصنع لهم حساءً مغذيًا من البطاطا التي ساهم في زراعتها لفوائدها، كما حارب التسول، وعمل على تحسين وسائل الطهي والمدافئ، بالإضافة لمساهمته في إنشاء حديقةٍ عامة في ميونخ في ألمانيا والتي تُعتبر إحدى أكبر الحدائق فيها، وتكريمًا لإنجازاته حصل على لقب كونت فون رمفورد.
في عام 1799 بعد أن عاد إلى بريطانيا، ساهم طومسون مع جوزيف بانكس في إنشاء المعهد الملكي البريطاني، وجعل من رومفورد وسامًا يكرم به العلماء، وفي عام 1802 استقر في أوتيل في باريس، واستمر بصنع حساء رمفورد وإطعامه للفقراء والمحتاجين.
حاز طومسون على عددٍ كبيرٍ من الأوسمة، ففي عام 1792 مُنح وسام كوبلي، وفي عام 1800 ميدالية رمفورد وهو أول من حصل عليها، ونيشان فرسان العقاب الأبيض، كما أنه حصل على الزمالة في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، وفي الجمعية الملكية.
تزوج بنيامين طومسون من أرملةٍ ثرية تكبره بأربعة عشر عامًا اسمها سارة ووكر في رومفورد، نيوهامبشاير؛ ورُزقا بابنةٍ وحيدةٍ تدعى سارة عام 1794، وتوفيت زوجته فيما بعد وفي عام 1804.
تزوج طومسون مرةً ثانيةً من أرملة فرنسية تدعى ماري آن لافوازييه في باريس، وانفصلا بعد ثلاثة سنوات.
في 21 أغسطس عام 1814، تُوفي بنيامين طومسون في باريس في فرنسا عن عمرٍ ناهز 61 عامًا، ودُفن في مقبرة أوتويل مقابل أدريان - ماري ليجندر في باريس.
تعرض طزمسون لإصابةٍ أثناء عمله في المتجر، مما أعطاه وقتًا لإجراء التجارب العلمية.
يعود الفضل لبنيامين طومسون في اختراع حساءٍ أُطلق عليه حساء رومفورد للجنود والفقراء والسجناء، الذي يعتبر مغذيًا نوعًا ما ورخيص ويمكن نقله للجنود.
بعد اندلاع الثورة الأمريكية اقتحم متمردون محليون منزل طومسون، فهرب تاركًا زوجته للأبد.
ورثت ابنته سارة طومسون لقب كونتيسة رومفورد.