وصفة سهلة لحياة أكثر ايجابية ومتعة

تقبل واقعك.. لكن لا تستسلم له

الواقع ليس جيدًا والحياة تواجهك بالكثير من الصعوبات، إياك أن تنكر هذا لكن لا يعني أن تقف مستسلمًا لهذا الواقع متفرجًا على الأيام تمر عليك دون أن تحرك ساكنًا.

استمتع بعملك إذا كنت تحبه وابحث عن طريقةٍ لتكون مميزًا فيه، ولا تلتفت لكل المحبطين حولك لأنك ستربح في النهاية، وقم.. تحرك.. ابحث عن عملٍ إذا لم تكن تعمل حتى لو لم يكن ضمن اختصاصك، ولا تقل الجميع لا يعمل، إذًا من أين يأتي كل هؤلاء الذين يعملون ويجدون فرصًا كل يومٍ؟ فقط تحرك وخذ الخطوة الأولى، ولأن العمل سيأتي باحثًا عنك مهما فعلت.


لا تشاهد التلفاز

 التلفاز أكبر مصدر للسلبية ابتداءً من الأغاني الحزينة التي تتحدث عن الحب وآلامه انتهاءً بنشرات الأخبار الرهيبة التي تجلب كل الأمراض مرورًا بالمسلسلات التي تأتي بكل قبيحٍ، وتلصقه بالمجتمع على أنها تعرض ( الواقع ).

أذكر منذ بضع سنواتٍ حين درجت موضة المسلسلات الدرامية التراجيدية، وكانت تقتصر على مسلسلٍ أو اثنين في السنة، أن المشاهدين استنكروها بشدةٍ رغم متابعتهم لها ثم برر القائمون عليها هذا بأنهم يعرضون نماذج حقيقية في المجتمع، وهذا هو واقعنا الذي يجب أن نعترف به..جيد، ولكن هل تغير شيء منذ ذلك الوقت؟؟

لا، كل شيءٍ تحول للأسوأ وما زالوا يتحججون بالواقع الذي يعرضونه..وهنا تبدو صحة مقولة “كل ما تركز عليه يزداد ويكثر”، والإعلام بكل أشكاله لم يعد يركز إلا على السلبيات دون محاولة إيجاد حلٍ لها حتى تفاقمت وكثرت بشكلٍ مخيفٍ.


الغِ كل المنشورات السلبية من صفحتك على الفيس بوك

منذ أن أضيفت خاصية ( أشعر بـ ) على الفيس بوك بات من الواجب على كل شخصٍ أن يضع حالته الشعورية كل يومٍ وللأسف، أغلب الناس يضعون حالتهم السيئة من

مرضٍ وحزنٍ وحنينٍ و…الخ دون أن يفكروا كثيرًا في وضع حالتهم الإيجابية.


و لأننا تعودنا أن نستجدي عطف الآخرين واهتمامهم بنا من خلال وصف مشاكلنا، وحالتنا السيئة فكانت هذه فرصة مناسبة لنحصل على الاهتمام منهم..لكن، هل يشفى من

يكتب أنه مريضٌ؟.. هل يفرح من يكتب أنه حزينٌ؟.. هل يتوقف الشعور بالحنين عند المغترب؟ أم أنه فقط يتلقى بعض الدعم من محيطه؟ ويجعل المسافرين عن بلدانهم

يتذكرون أيضًا أنهم مشتاقون لها ويرغبون بالعودة لوطنهم.


سيقول لي البعض.. هذا نوعٌ من التعبير عن المشاعر، وسأقول لا بأس عبّر عن مشاعرك بينك وبين نفسك، اكتبها أو تحدث مع صديقٍ أو شخصٍ تثق أنه قادرٌ على

مساعدتك للخروج من أزمتك.


صدقني هذا الدعم والاهتمام من المحيط ليس حقيقيًّا غالبًا لأنك ما إن تلجأ لأحدهم لن يترك أشغاله، ويسمع مشاكلك ما لم يكن يهتم لأمرك حقًا، وهذا لن يحتاج لمنشورٍ

خاصٍّ كي تخبره بما تريد يكفيه رسالة أو مكالمة هاتفية، وسيهبّ لك ولمساعدتك.


اجعل حالاتك كلها ومنشوراتك مقتصرةً على الأشياء الجميلة والمحفزة، وإنجازاتك مهما كانت صغيرةً مثل طبق طعام جديد نجحت في عمله أو كتاب أنهيته أو هدف وضعته

لنفسك واستطعت إنجازه، هذا سيحفز الآخرين على العمل مثلك والسير على طريقك وتكون بذلك قدورة لغيرك.


إذا كنت في حالٍ سيئةٍ لا تنشر شيئًا مطلقًا أو أغلق صفحتك، الفيس بوك ليس عملًا تُحاسب على الغياب عنه.


الصور الهزلية والسخيفة ليست سخيفة لهذا الحد

في النهاية هذه الصفحات الاجتماعية ليست وسيلة ثقافة أو علم أساسية، وإنما للتواصل مع الآخرين والترفيه عن النفس وربما العمل، لذلك لا بأس ببعض الصور الهزلية اللطيفة والنكت التي تجعلك تضحك، وتجعل من يقرؤها يبتسم لو مجرد ابتسامةٍ..

سيكون لك أجر إسعاد أخيك المسلم.. من يضع هذه الصور ليس سخيفًا وليس سطحيًّا غالبًا، بل هو شخصٌ يريد أن يرفه عن نفسه كي يشحنها للعمل من جديدٍ.


إذا كنت من هواة قراءة الروايات، حاول أن تباعد بين فترات قراءتك لها

الروايات عالمٌ رائعٌ لا يدرك روعته إلا من دخله، ولا يستطيع الخروج منه أو التوقف عن ارتياده ومع ذلك هي مليئةٌ بالسلبية والحزن والأسى الذي غالبًا ما يترك بصمته على القارئ، وخصوصًا إذا كان الكاتب يجيد عمله ويعرف كيف ينسج عالمًا مذهلًا من الشخصيات، والمكان، والزمان ليأخذ بلب القارئ إليه.

لكن عزيزي القارئ لا تغرق هذا العالم كثيرًا وخذ فترة نقاهةٍ بعد كل روايةٍ، ولو زامنت بين قراءة روايةٍ وكتاب خفيف مفيد لكان هذا جيدًا، ويساعدك في التخفيف من حدة تأثير الرواية عليك.


ابتعد عن سماع القصص التي تحدث مع جيران أقاربك ومعارف أصدقائك

كثرت القصص المؤسفة التي تحدث من خطفٍ وموتٍ واعتقالٍ، وربما لم يعد يخلو بيت من تعرضه لحادثةٍ تشبه هذا، مالم يكن الأمر يخصك بشكلٍ مباشرٍ لأحد أقربائك أو أصدقائك الأعزاء، فلا تسمع لهذه القصص ولا تنشرها ولا تتحدث بها.

غالبًا هي خاطئةٌ وتحورت وتغير كل فحواها ريثما وصلتك في قيل عن قال، وكل من يسمعها يضيف ما يعرف أو يخمن ويحذف جزءًا منها، وفي النهاية ستصبح قصةً مختلفةً تمامًا.

منذ فترةٍ حدثت في مصر حادثة اعتقالٍ لشابٍ وانتشر الخبر أنه بسبب رواية جورج أوريل 1984، ومن قرأ الرواية بدأ يعلق ومن لم يقرأها سارع لقراءتها، وأنشؤوا الصفحات والهاشتاغ لهذا السبب، في النهاية تبين أن الأمر لا علاقة له بالرواية، وأن الشرطة ربما لم تسمع بها في حياتها.

لو كان هذا الكاتب عربيًّا لجن من الفرحة لحصوله على كل هذه الدعاية المجانية، توثق من الخبر قبل نشره، والأفضل أن تدعو الله لكل المكروبين في صلاتك، فهذا سيفيدهم أكثر من تحوير القصص وتغييرها ونشرها على غير حقيقتها.


أخيرًا.. أهم ما في الأمر كله، ثق بالله تعالى ثقة تامة 

إذا عرفنا الله حق المعرفة حَسُنَ ظننا به، وسوء الظن بالله وانتظار السيء من الأحداث ليس إلا من جهلنا به تعالى…فليكن تعاملنا معه على حسب صفاته، وليس أعمالنا فحاشاه أن يعاملنا بالمثل فهو أكرم وأجل من ذلك.