الحياة كانت ستصبح أعظم، إذا كنا نقوم فقط بفعل الأشياء التي نحبها، لكن للأسف هناك عادة بعض المهام التي تكون غير محببة للنفس أو ثقيلة الوطء، فماذا نفعل؟ هل نتركها كما هي، ونصبح عرضه للتشتت؟ أم نواجها ونقوم بها حتى يتم الأمر؟ بالطبع نواجهها: لكن كيف؟
أعرف لماذا تحتاج للقيام بهذا
أجلس وحدك لدقيقة، واسئل نفسك لماذا أنت بحاجة للقيام بتلك المهمة؟ هل بالنيابة عن صديق؟ هل هي خدمة مدفوعة؟ هل هو فرض مدرسي؟ أعرف ما هو الإستحقاق الحقيقي الذي ستحصل عليه جراء اتمام تلك المهمة؟ ابحث بداخلك عميقا، حتى تجد السبب وحينها سوف ترى المهمة الثقيلة، من منظور جديد يساعد على اتمامها بسهولة ويسر.
حدد خوفك
السبب الحقيقي وراء عدم قيامك بما يجب عليك القيام به هو الخوف. أنت خائف من الفشل، من ان تبدو بشكل سخيف، خائف من عدم الراحة أو الحيرة التي يسببها لك وجود المهمة. لذا أعط نفسك الوقت اللازم للاستعداد، أعرف وحدد خوفك، تقبله وضعه في قدره لترى حجمه الحقيقي وتتعامل معه، بدلا من الجري منه..
دع المثالية الزائدة
حسنا، الآن زال الخوف، ما الذي يعوقك اذا عن أداء المهمة؟ انها المثالية. خيالاتك الخاصة المتعلقة بالحياة وظنك الخاطئ انها كاملة من كافة الأوجه، وهي فكرة خاطئة بالطبع. فيجب ان تتخلى عن المثالية، الكمال وتوقعاتك المسبقة، وأشتبك فورا مع الواقع كما هو، بالظروف الحالية، سوف تنجز الكثير!
ركز على نيتك
لقد اعتدنا دوما ان نربط ما بين أداء المهام والنتائج الناتجة عنها، فما سيفشل هي النتائج. انسى هذا الآن، انه في المستقبل، لم يحدث بعد، وان حدث -وهي تحدث بكثرة- فهذا ليس نهاية العالم.. لذا ركز على نيتك في الفعل، هل لتساعد شخص ما ليصبح أفضل، إذا أفعلها بلا تردد ودع النتيجة لوقتها.
احتضن الحياة
فعل المهام الثقيلة مرهق بالطبع ومؤلم، خاصة واننا غير معتادين على فعلها كثيرا. حسنا، تنازل قليلا عن غرورك فالحياة ليست “زبادى خلاط” طوال الوقت، فهناك أوقات عصيبة لابد ان تحتملها ونمضي في حياتنا. لذا أفتح ذراعيك وأحتضن الحياة بكل ما فيها من سهل وصعب، بعض فترة ستعتاد الأمر.
قيد نفسك بعض الشيء
نميل عادة إلى التمرد على القيود المفروضة علينا، نريد ان نعيش متحررين من أي أعباء ومن كل الآعباء إن أمكن. للأسف فالحرية اللامتناهية ستخلق اختيارات لا نهائية مما سينتج عنه -كما توقعت- عشوائية وتشتت غير محددوين ولن يتم فعل شيء. بسط الأمور قليلا، وقيد نفسك بعض الشيء -جاهد نفسك بعبارة أخرى- ألتصق بالمهمة التي بين يديك لفترة زمنية. لا تتسلل للفيسبوك، لا تضع أي من الوقت في ما لا ينفع، دع الهاتف ولا تلعب، بعض الإصرار، بعض الممارسة وستجد ان هذه الطريقة تعمل!
أفعل القليل وانهض من مكانك
إذا كنت تريد كتابة مقال أو موضوع وأنت لا تريد، ابدأ بكتابة سطر واحد أو عبارات قليلة ثم قم من مكانك. أجلب كوب من القهوة أو الماء، وعاود كتابة سطرين اضافيين. مارس بعض التمارين، وبعدها أضف المزيد من السطور. ما رأيك هل تشعر ان الأمر يسير على مايرام؟ الاجابة تعود لك..
لا تدع عقلك يهرب
يعرف عقلك بداهة انك لا تريد أداء المطلوب منك، فيتسارع أداءه هو ويجرك إلى مناطق أخرى أسهل لك وأكثر راحة. لماذا تقوم بغسل السيارة حين يمكنك ان تقضي هذا الوقت في ألعاب الفيديو؟ وهذه ظاهرة طبيعية للعقل بحسب برمجتك له، فلا تسمح لعقلك بفعل هذا، راقبه جيدا وأمنعه من الهرب حتى تندمج أنت في العمل وحينها ستزول الحاجة إلى الهرب.
بعض الإمتنان
هل تشعر بصعوبة المهمة الملقاة على عاتقك؟ انظر أيضأ لكل النعم التي تنعم بها من الله -عز وجل- من سمع، بصر وكلام وحركة، تخيل لو لم تمنح تلك العطايا، كيف كان ليكون حالك الان؟ أمتن للحياة ولعطايا الخالق لك وأبدأ بلا ابطاء في أداء المطلوب منك. كن شاكر وحامد لهذه الفرص الصعبة التي تجعل منك الإنسان الذي تحلم به.
تعلم وأكبر
بملاحظة نيتك، وتركيزك على المهم الان، أن تضع الخوف في حجمه الحقيقي وتتخلى عن المثالية والكمال. ان تشعر بالإمتنان، ان تلزم نفسك ما يلزم! كل هذا يعلمك الكثير عن نفسك وعقلك. هذه المهام ثقيلة الوطء التي لا نريد فعلها، هي فرص هائلة ومتنكرة للتعلم والنمو، فاغتنمها ولا تضعها.
أنتهى المقال .. من جهتي سأهديكم قول مأثور من الغرب الأميركي يقول:
“على الرجل القيام بما يقوم به الرجال”