الكاتب:

يقال عن الأخطبوطات إنها الأكثر ذكاءً من بين اللافقاريات، حيث إن لها مجموعة من السلوكيات المعقدة، وجهازًا عصبيًّا يشبه في حجمه مثيله في الثدييات، لكنّ له تكوينًا مختلفًا. وقد افتُرِض أن ازدواجية الجينوم الكامل ـ كما هو الحال في الفقاريات ـ قد أسهمت في تطور هذا النظام العصبي المعقد، لكنْ حين قامت كارولين ألبيرتين وزملاؤها بفك تتابعات الجينوم وترانسكريبتومات متعددة لأخطبوط كاليفورنيا ذي البقعتين، Octopus bimaculoides، لم يعثروا على أي دليل لمثل هذه الازدواجية، لكن وجدوا ترتيبات جديدة على نطاق واسع في الجينوم، ترتبط بشكل وثيق بالعناصر القابلة للنقل الخاصة بالأخطبوط. وتبين أن ذخيرة الجينات العصبية والتطورية الأساسية في الأخطبوطات مشابهة ـ إلى حد كبير ـ لتلك الموجودة في اللافقاريات الأخرى، بصرف النظر عن التوسعات في عائلتين جِينيَّتين سابقتين، كان يُعتقد أن كلتيهما تتوسعان بشكل فريد في الفقاريات (البروتوكاديرينات protocadherins)، وهي جزيئات التصاق الخلايا التي تنظم عملية تطور الخلايا العصبية، وفصيلة عوامل نسخ أصابع الزنك المتطورة C2H2.