النشأة
في محافظة صلاح الدين العراقية وعلى بعد 32 كم من مدينة تكريت العراقية ولد صدام حسين في 28 ابريل عام 1937، لعائلة تمتهن الزراعة، توفي والده قبل ستة أشهر من ولادتة.
كانت العوجة مسقط رأس صدام تتسم بفقر منازلها المبنية من الطوب اللبن ووفاة الأطفال بها نظراً لعدم وجود رعاية طبية بتلك القرية الصغيرة الني يمتهن أغلب أهلها الفلاحة .
نظراً لكون صدام يتيماً تكفل خاله خير الله طلفاح بتربيته، ونشأ صدام ببيت خاله الذي كان ينتمي إلي قبيلة البيجات إحدي فخوذ قبيلة " ألبو ناصر- الحسينية النسب" حيث كانت تلك القبيلة مهيمنة في تكريت وكانت معروفة بفقرها وميلها للعنف .
توفي جد صدام حسين وهو في الثانية من عمره، فانتقلت والدته للعيش عند أخيها في تكريت، ثم تزوجت من إبراهيم الحسن والد أخوة صدام غير الأشقاء " برزان، ووطبان وسبعاوي" ، وكان زوج أمه يصر على أن يتعلم صدام كل فنون الزراعة والرعي، ولم يكن مهتماً بالتعليم، إلا أن خاله خير الله طلفاح شجعه على التعليم وأثر فيه أيما تأثير.
عاش صدام حسين في طفولته أياماً صعبة يكافح فيها الفقر واليتم ، فمنحته تلك الظروف القاسية الصبر والجلد والاعتماد على النفس.
وعندما بلغ صدام سن الثالثة عشر، نظراً لتعسف زوج والدته في المعاملة، انتقل إلي العاصمة بغداد ليعيش مع خاله خير الله طلفاح، الذي كان يعمل ضابطاً بالجيش وقتها وكان ينتمي للقوميين العرب، في هذه الفترة تأثر صدام حسين بخاله ورفاقه العسكريين الذين كانوا يكرهون الملكية، وانتمي بعدها لحزب البعث العراقي المعارض.
التعليم
اكمل صدام حسين الإعدادية في ثانوية الكرخ، ثم درس في كلية الحقوق جامعة القاهرة عامي 1962-1963 ، ثن أكمل دراستها في جامعة بغداد وحصل علي باكالوريوس الحقوق في عام 1972-1973.
الأسرة والأبناء
تزوج صدام حسين مرتين : كانت زوجته الأولي هي ساجدة خير الله طلفاح التي أنجب منها ثلاثة بنات وهم : رنا ورغد وحلا، و ابنيه عدي وقصي، اللذين لقيا مصرعهما على يد القوات الأمريكية في غزوها لبغداد عام 2003.
تزوجت رغد وحلا من الأخوين صدام كامل وحسين كامل اللذين أنشقا عن صدام حسين وذهبا للأردن، وقام صدام بإقناعهما بالعودة للعراق، وعندما عادوا قام بتطليق ابنتيه منهم، وقام بقتلهم .
وكانت الزوجة الثانية لصدام هي سميرة شهبندر صافي التي انجبت له علي ، وكانت قد جمعته قصة حب بها، وكانت هي الأقرب لقلبه.
الحياة السياسية
كان صدام حسين عضواً بحزب البعث العراقي عندما شارك في محاولة اغتيال الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم، فرقاه ميشيل عفلق عميد حزب البعث السوري وجعل صدام عضواً كامل العضوية بحزب البعث، وكان في تلك الفترة يعيش بين سوريا والقاهرة .
عاد صدام حسين إلي بغداد بعد الانقلاب الذي تم علي عبد الكريم قاسم بقيادة أحمد حسن البكر ، وقد شهدت الفترة التالية مجموعة من الانشقاقات والتناحرات الداخلية بحزب البعث العراقي .
في عام 1964 اعتقل صدام حسين بعد القبض عليه في محاولته لاغتيال الرئيس العراقي عبد السلام عارف، وفي عام 1966 تقديرا له من قادة حزب البعث في العراق وسوريا لصموده ونضاله الحزبي تم انتخابه أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث وكان حينها في محبسه.
وفي إحدي جلسات محاكمته تمكن صدام حسين بمرافقة بعض زملائه من الهرب من السجن ، في عام 1966 تمكنت مجموعة من البعثيين بالإنقلاب على الرئيس عبد الرحمن عارف، وبالتالي تولي مقاليد الحكم في البلاد.
تولي أحمد حسن البكر رئاسة الجمهورية العراقية، بينما كانت مسئولية الأمن القومي من نصيب صدام حسين، الذي تزايدت سلطته وسيطرته في البلاد حتي أصبح الرجل الثاني في العراق " نائب الرئيس".
في عام 1979 اضطر البكر إلي تقديم استقالته، وكان السبب المعلن حينها هو العجز عن أداء المهام الرئاسية لأسباب صحية.
بعد استقالة البكر قام صدام حسين بتحديد إقامته في منزله حتي وفاته في أكتوبر عام 1982، كان صدام حسين يوطد من سيطرته ويعين أهل الثقة في المناصب الحساسة بالبلاد وقضي على كل محاولة إنقلاب محتملة بالبلاد سواء داخل حزب البعث أو خارجه.
كما اهتم صدام حسين بالتعليم، والنظام الصحي بالبلاد، والثروة النفطية وتنميتها، وقام بتوزيع الأراضي الزراعية مجاناً على الفلاحيين، مما تسبب في نهضة تعليمية واقتصادية للعراق أثناء فترة حكمه، التي حاول خلالها القضاء على الخلافات الدتخليبة العرقية بالبلاد .
الحروب
كانت بعض القرارات التي اتخذها صدام حسين في فترة حكمه تتسم بالتهور، وشهدت علاقاته مع روساء وملوك الدول العربية والأجنبية نوع من الشد والجذب، فقام بحرب الثمان سنوات على إيران، ثم غزو الكويت، كما قاد المعارضة العربية ضد معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.
الغزو الأمريكي للعراق
قامت القوات الأمريكية في 20 مارس 2003 بغزو العراق في عملية اسمتها حرية العراق، وذلك بزعم أن العراق تملك أسلحة دمار شامل، فقامت بالقضاء على نظام حسين، وقتل واعتقال عدد كبير من رموز حكمه، وقتل خلال الغزو آلاف العراقيين كان من بينهم عدي وقصي أبناء صدام حسين.
صدام يقضي أشهر من عمره في حفرة
قضي الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين شهور من عمره خلال الغزو الأمريكي للعراق داخل حفرة تحت الأرض، بمزرعة سائقه الأخان علاء نامق، كان نامق قد قام ببناء غرفة تحت الأرض اسفل نخلة بمزرعته بمساعدة أخيه قيس.
قال نامق في تصريحات صحفية له نقلتها شبكة سبوتنيك نيوز Sputnik News، أنه كان من المنطقي أن يختبئ الرئيس صدام حسين حسين في قريته التي ولد بها "قيرا" من مدينة تكريت، مضيفاً أن الرئيس صدام حسين كان يكتب الشعر والنثر أثناء قيامنا بمساعدته بالفرار والانتقال بين العديد من المنازل في المنطقة، وكان يرفض استخدام الهاتف لتأكده من تصنت الأمريكيين على الاتصالات لمعرفة مكان اختباءه.
الجدير بالذكر أن الرئيس صدام حسين كتب العديد من الخطب التي تشجع شعبه على محاربة الاحتلال الأمريكي لبلاده ، بعضها كانت مكتوبة وأخري مسجلة على جهاز تسجيل.
محاكمة صدام حسين
في 6 ديسمبر من عام 2003 تم القبض علي صدام حسين في مزرعة قرب تكريت، في عملية أطلق عليها الفجر الأحمر، قضي صدام حسين الفترة الواقعة بين اعتقاله وإعدامه في غرفة مساحتها 1.8 متر في 204 متر، بها سرير ومنضده وكرسيان من البلاستيك وحوضان للإغتسال، كان صدام يحتفظ بفتات الخبز ليطعم الطيور، وكان يسقي الأعشاب في حديقة السجن.
حكمت المحكمة على صدام حسين بالإعدام شنقاُ بهمة الإبادة الجماعية في قضية الدجيل، وقد نفذ الحكم فجر السبت 30 ديسمبر 2006، وقد صادف ذلك أول أيام عيد الأضحي المبارك.
وقد دفن صدام حسين بالعوجه مسقط رأسه بعد أن سلمت القوات العراقية جثمانة لأسرته.